أكّدت ندوةٌ علميّة حواريّة أُقيمت ضمن فعاليّات معرض المدينة المنوّرة للكتاب 2025، أنَّ الجزيرة العربيّة تُشكّل مهدًا أصيلًا للإنسان والحضارة، استنادًا إلى أدلّة علميّة وأثريّة متراكمة.وجاءت النّدوة تحت عنوان: “الجزيرة العربيّة: مهدُ الإنسان والحضارة”،
وأدارها الإعلامي محمد باسلامة، واستضافت الباحث في التاريخ الشمولي الدكتور عبداللطيف العفالق، والذي أوضح أنَّ المكتشفات الحديثة في مجال الحفريّات، والنقوش، والأدوات الحجريّة، إلى جانب دراسات المناخ والجيولوجيا، تُسهم مجتمعةً في ترسيخ فرضيّة أن الجزيرة العربيّة لم تكن مجرّد معبر للهجرات البشريّة، بل موطنًا أصليًّا للإنسان الحديث، ومركزًا لحضارات مبكّرة أسهمت في صياغة تاريخ الإنسانيّة.
وأضاف الدكتور العفالق أن الجزيرة كانت بيئةً حاضنةً، شكّلت محطّةً أولى لظهور الإنسان المعاصر بصفاته التشريحيّة والعقليّة، بما يتّفق مع ما سجّله السجلّ الأحفوري، وما كشفته الأدلة الجيولوجيّة حول وجود غابات متحجّرة، وموارد مائيّة، ونظام بيئيّ متكامل ساعد على الاستقرار البشريّ المبكر.
وأشار العفالق إلى أن كتابه الصادر حديثًا بعنوان “جذور”، يعرض أطروحة علميّة متكاملة تُعيد النظر في التصوّرات التقليديّة حول نشأة الإنسان، موضّحًا أن ما تقدّمه الجزيرة العربيّة من شواهد، يضعها في صدارة المواقع التي تستحقّ أن تُدرج ضمن خرائط الجدل العلميّ حول أصل الإنسان الأوّل.
وأكّد أن التحليل المتكامل للمعطيات البيئيّة والأثريّة، يجعل من الجزيرة العربيّة الجذر الحقيقي لشجرة الإنسان، لا مجرّد فرع من فروعها كما ساد في الدراسات الغربيّة لعقود طويلة.
النّدوة التي احتضنها المعرض حظيت باهتمام واسع من الزوّار والمهتمّين، وفتحت أفقًا جديدًا في طرح مسألة الهويّة الحضاريّة للمنطقة.