You are currently viewing جيل Z .. عقلية جديدة في قلب التحوّل الرقمي
جيل Z .. عقلية جديدة في قلب التحوّل الرقمي

جيل Z .. عقلية جديدة في قلب التحوّل الرقمي

قال المستشار في مهارات الاتصال أنس محمد الجعوان أن جيل Z، المولود بين عامي 1997 و2012، لا يُعَد مجرد فئة عمرية نشأت في عصر التكنولوجيا، بل يمثل تحولًا فكريًا عميقًا في طريقة إدراك العالم، وبناء المعرفة، وتشكيل المهارات. فهذا الجيل وُلد في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية، والإنترنت السريع، ومنصات التواصل أدوات تفكير قبل أن تكون أدوات ترفيه، ما خلق عقلية مختلفة جذريًا عن الأجيال السابقة.

وأوضح الجعوان أن ميزة هذا الجيل لا تكمن فقط في حضوره الرقمي، بل في طريقة معالجته للمعلومة وسرعة تعلمه وقدرته على التكيّف. فبينما تعلّم جيل الألفية استخدام التكنولوجيا خطوة بخطوة، جاء جيل Z ليبني وعيه من خلالها؛ الأمر الذي صقل لديه مهارات التفكير التحليلي، والقدرة على الوصول إلى المعلومة، واستيعاب مساحات معرفية متعددة في وقت قصير.

وكشف الجعوان أن هذا الجيل يشكّل نحو 25٪ من سكان العالم وفق تقرير Spend Z الصادر عن NIQ وWorld Data Lab، ويمتلك قدرة شرائية تُقدَّر بـ17.1٪ من إجمالي الإنفاق العالمي، مع توقعات بارتفاعها إلى 18.7٪ بحلول 2030. وأضاف أن هذه القوة العددية والاقتصادية رافقها نضج معرفي مبكر؛ إذ يميل أبناء الجيل إلى التعلم الذاتي، وتعزيز المهارات العقلية مثل التفكير النقدي، والبحث، والابتكار، والعمل التعاوني عبر البيئات الرقمية.

ولفت الجعوان إلى أن المفاضلة بين الأجيال أصبحت مرتبطة بقدرتها على التكيّف مع التحولات الكبرى. فبينما تَشكَّل «الجيل الصامت» و«جيل الطفرة» في سياقات اقتصادية واجتماعية صعبة، وجيل إكس في بداية الحوسبة، وجيل الألفية في الثورة الرقمية الأولى، فإن جيل Z يُعد أول جيل يمارس التحليل، والتفاعل، وصناعة المعرفة من خلال بيئة رقمية متكاملة، وهو ما يسهم في رفع مستوى الوعي وسرعة معالجة المعلومات.

وبيّن أن هذا الجيل – الذي تشير تقديرات اجتماعية إلى أنه يمثل نحو 32٪ من سكان العالم – يتقدم اليوم بمهارات ذهنية متعددة، أبرزها القدرة على التعلم المستمر، ووعي أكبر بالهوية الذاتية، إضافة إلى نزعة قوية نحو الإبداع وحل المشكلات باستخدام أدوات رقمية مبتكرة.

وختم الجعوان حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في مهارات جيل Z العقلية والفكرية لم يعد خيارًا تكميليًا، بل ضرورة استراتيجية لأي مؤسسة تسعى لمواكبة التغيير. فالمؤسسات التي تُحسن قراءة هذا الجيل وتستثمر في نمط تفكيره، ستتمكن من بناء فرق عمل أكثر ابتكارًا ومرونة، وصناعة مستقبل أكثر توازنًا واستدامة.



اترك تعليقاً