سجّل الذهب مستوى قياسيًا جديدًا، اليوم الثلاثاء، مدفوعًا بزيادة الطلب عليه كملاذ آمن، في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، فيما ارتفعت أسعار الفضة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 4476.15 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش، بعدما لامس مستوى قياسيًا بلغ 4497.55 دولارًا في وقت سابق من الجلسة.
وصعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم فبراير بنسبة 0.9% إلى 4509.80 دولارًا للأونصة.
وقال كبير محللي السوق في شركة KCM Trade تيم ووترر إن التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تُبقي الذهب ضمن اهتمامات المستثمرين كأداة تحوط ضد عدم اليقين، مشيرًا إلى أن ارتفاع الذهب هذا الأسبوع يأتي ضمن تحول أوسع في مراكز المستثمرين مع تزايد التوقعات بمزيد من خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وأضاف ووترر أن المعادن النفيسة لا تزال تُعد وسيلة فعالة لتنويع المحافظ الاستثمارية والحفاظ على القيمة، لافتًا إلى أن الأسواق لم تبلغ بعد ذروة أسعار الذهب أو الفضة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن الأسبوع الماضي فرض “حصار” على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتخرج من فنزويلا، ما عزز من حدة التوترات الجيوسياسية ودعم الطلب على الذهب.
وتلقى الذهب دعمًا إضافيًا من تقارير أفادت بإمكانية تعيين رئيس جديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بحلول أوائل يناير، في وقت تتوقع فيه الأسواق خفضين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، وسط ترجيحات بتبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
وارتفعت أسعار المعادن النفيسة، التي تُعد ملاذًا تقليديًا في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية، بأكثر من 70% منذ بداية العام، مدفوعة بمزيج من المخاطر الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة، وعمليات شراء البنوك المركزية، وتراجع الاعتماد على الدولار، إلى جانب تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة.
وأشار محلل السوق في منصة Naga فرانك والباوم إلى أن انخفاض السيولة مع اقتراب نهاية العام قد يضخم من تقلبات الأسعار، موضحًا أن الذهب قد يظل حساسًا للعناوين الجيوسياسية والتحولات في توقعات أسعار الفائدة.
وفي سوق الفضة، ارتفع السعر الفوري بنسبة 0.6% إلى 69.44 دولارًا للأونصة، بعدما سجل مستوى قياسيًا بلغ 69.98 دولارًا، مع تجاوز مكاسبه منذ بداية العام 141%، متفوقًا على الذهب بدعم من نقص المعروض والطلب الصناعي وتدفقات الاستثمار.
وقال كبير الاستراتيجيين في شركة بيبرستون مايكل براون إن فترة الأعياد قد تشهد بعض عمليات التماسك مع انخفاض السيولة، مرجحًا استئناف الارتفاعات بقوة مع عودة أحجام التداول، ومعتبرًا مستوى 5000 دولار هدفًا طبيعيًا للذهب خلال العام المقبل، و75 دولارًا هدفًا طويل الأجل للفضة.
ارتفع سعر البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 2.2% إلى 2167.25 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عامًا، فيما صعد البلاديوم بنسبة 2.5% إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات عند 1803.91 دولارًا، متأثرًا بالقوة التي تشهدها أسواق الذهب والفضة.