
كتب – محمد سعد
اختتمت في العاصمة الكينية نيروبي أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التي جاءت برئاسة سلطنة عُمان، وسط مشاركة واسعة من دول العالم والمنظمات الدولية والخبراء المعنيين بقضايا البيئة والاستدامة،
وقد شكلت هذه الدورة محطة مهمة في مسار الحوكمة البيئية العالمية، حيث برز الدور العُماني في قيادة المفاوضات وإدارة الجلسات بكفاءة عالية وروح توافقية أثمرت نتائج ملموسة وإشادة واضحة من الوفود المشاركة.
وجاء الأسبوع التفاوضي ليعكس حضورًا عُمانيًا فاعلًا في صياغة القرارات البيئية الدولية، بعد أن نجحت الاجتماعات في تحقيق تقدم كبير في ملفات تغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث والنفايات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف، وقد اعتبر عدد من الدبلوماسيين والخبراء أن هذه الدورة كانت من بين أكثر الدورات إنتاجًا في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يعكس نجاح الإدارة العُمانية في توجيه الحوارات وتقريب وجهات النظر.
وفي الجلسة الختامية ألقى سعادة الدكتور عبد الله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة، ورئيس الدورة السابعة كلمة استعرض فيها أبرز ملامح هذا النجاح، قال فيها: نشعر بالفخر والاعتزاز بالعمل الجماعي الذي لمسناه منكم جميعًا خلال هذا الأسبوع، لقد عملنا خلال الأيام الماضية جنبًا إلى جنب، عبر ساعات طويلة من الحوار الصادق وروح التوافق، ويمكننا القول بكل ثقة.. لقد نجحنا.
وتوجه سعادته بالشكر إلى الوفود المشاركة والمكتب التنفيذي واللجنة الدائمة للممثلين وفريق برنامج الأمم المتحدة للبيئة على جهودهم الداعمة طوال أيام الدورة.
وأوضح سعادته أن الدورة أسفرت عن اعتماد إعلان وزاري طموح يعزز الحلول المستدامة لكوكب قادر على الصمود، إلى جانب قرارات رائدة في مواجهة الأزمات البيئية الثلاث. وركزت الكلمة على ثلاث محاور رئيسية وهي تعزيز التعاون بين الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف، وترسيخ الارتباط بين الصمود والعدالة، وتجديد الثقة بقدرة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على التنفيذ وفق استراتيجيته وبرنامج عمله.
وأشار سعادته إلى رؤية سلطنة عُمان التي حملتها في رئاستها للدورة، وهي رؤية تؤمن بأن الإنسان والطبيعة قادران على الازدهار معًا، وأن الاستدامة جسر يربط بين الحكمة والتراث من جهة، والابتكار والمستقبل من جهة أخرى، وأضاف بأن المسؤولية لا تنتهي بانتهاء الاجتماعات، بل تبدأ مرحلة التنفيذ وتحويل القرارات إلى أثر ملموس ينعكس في الأنظمة البيئية والمجتمعات.
كما رحب سعادته بمعالي ماثيو سامودا، وزير البيئة في جامايكا رئيسًا قادمًا للدورة الثامنة، مؤكدًا ثقته بقدرة القيادة المقبلة على مواصلة تعزيز الحوكمة البيئية العالمية.
وحظي نجاح الدورة بإشادة دولية واسعة، إذ أكدت الوفود أن الإدارة العُمانية قدمت نموذجًا متقدمًا في التيسير والتقريب بين وجهات النظر، ما جعل الدورة إنجازًا عُمانيًا مهمًا يرسّخ حضور السلطنة في قيادة العمل البيئي الدولي ويعزز دورها في دعم مسارات الاستدامة عالمياً.