You are currently viewing اتجاه جديد في عالم السفر: ثلثا المسافرين السعوديين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلاتهم
اتجاه جديد في عالم السفر: ثلثا المسافرين السعوديين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلاتهم

اتجاه جديد في عالم السفر: ثلثا المسافرين السعوديين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في تخطيط رحلاتهم

بينما تتصدر “طقوس الترف” و”سياحة الهوايات” أبرز توجهات السفر لعام 2026

  • كشف بحثٌ شملَ أكثرَ من 2,000 مسافراً في المملكة العربية السعودية أن 83% من المسافرين يخططون لقضاء عدد أكبر من العطلات أو نفس العدد في عام 2026 مقارنة بعام 2025.
  • وبرزت ظاهرة “طقوس الترف” – حيث يحجز المسافرون تجارب فاخرة مثل المنتجعات الصحية أو الفنادق الفاخرة في بداية العطلة أو نهايتها – كإحدى صيحات السفر الرئيسية لعام 2026، إلى جانب ما يُعرف بـ “سياحة الهوايات” التي تركز على الشغف والاهتمامات الشخصية.
  • أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط للعطلات والبحث عنها ظاهرةً سائدةً – حيث يعتمد 67% من المسافرين على هذه التقنية لحجز أماكن الإقامة.

في مؤشرٍ على استمرار حَماس المسافرين السعوديين تجاه السياحة، كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 80% منهم يخططون لقضاء عددٍ أكبر من العطلات أو على الأقل الحفاظ على نفس وتيرة سفرهم خلال عام 2026 مقارنة بالعام السابق. وتتضمن هذه النسبة 52% من المسافرين ممن يعتزمون زيادةً ملحوظة في عدد رحلاتهم.

ووفقاً لتقرير “تذكرة السفر 2026” الصادرعن ماريوت بونفوي، يُتوقع أن يشهد القطاع السياحي نمواً مطرداً، حيث يخطط المسافر العادي في المملكة لقضاء عطلتين داخليتين وعطلتين قصيرتين (رحلة طيران لا تتجاوز أربع ساعات) ورحلة واحدة بعيدة المدى.

ويُلاحَظ من خلال التقرير أن متوسط فترة الحجز للعطلات في المملكة العربية السعودية يبلغ حوالي 1.6 شهر قبل موعد السفر.

ومن المتوقع أن يستمر التنقل بين الوجهات الدولية كأحد أبرز توجهات المسافرين في 2026، حيث يخطط 75% منهم زيارة عدة دول خلال الرحلة الواحدة، مؤكدين أن هذه الخطط “على الأرجح” أو “بالتأكيد” في العام المقبل. وتتصدّر دول إيطاليا وسويسرا وفرنسا والإمارات والنمسا وتركيا قائمة الوجهات العالمية المفضلة للمسافرين السعوديين.

الذكاء الاصطناعي حاضر بقوة في مجال التخطيط السفر

أفاد ما يقارب ثلاثة أرباع المسافرين (68% في المملكة العربية السعودية) باستخدامهم الذكاء الاصطناعي للتخطيط للعطلات أو البحث عنها. بينما صرح أكثر من الخمس (22% في المملكة) باستخدامهم لهذه التقنية “طوال الوقت”.

تحتل منصة “شات جي بي تي” الصدارة كأداة الذكاء الاصطناعي المفضلة لتخطيط السفر، حيث تستخدم من قبل ما يقارب ثلاثة أرباع المستخدمين (70% في المملكة) ممن سبق لهم استخدام الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض. تليها منصة “جيميني” بنسبة 35%، ثم “كوبايلوت” بنسبة 19%.

تعكس النتائج تزايد الثقة والارتياح تجاه هذه التقنيات، حيث أبدى 67% من المسافرين في المملكة العربية السعودية ارتياحهم لفكرة حجز أماكن الإقامة عبر منصات الذكاء الاصطناعي في المستقبل. في المقابل، عبر 8% فقط عن “تحفظهم” على هذه الفكرة.

تصاعد “طقوس الترف” كاتّجاه جديد لدى المسافرين

تكشف نتائج البحث عن مجموعة من الاتجاهات السياحية الصاعدة والمتنامية المتوقعة في عام 2026. ومن أبرز هذه التوجهات الجديدة ما يُعرف بـ”طقوس الترف” – وهي ممارسة يقوم خلالها المسافرون بحجز تجارب فاخرة، مثل المنتجعات الصحية أو الفنادق الفاخرة، مع بداية رحلتهم أو في ختامها.

يُلاحظ انتشار هذه الصيحة على نطاق واسع في المملكة العربية السعودية، حيث أفاد أكثر من 80% من المسافرين السعوديين باتباعها في مرحلة ما من رحلاتهم السابقة، وهي نسبة تتجاوز معدّل انتشارها في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا والبالغ 59%. كما أكد أكثر من الثلث (35% في المملكة) اتباعها خلال الأشهر الـ 12 الماضية.

يسلط المسافرون السعوديون الضوء على العديد من المزايا التي توفرها هذه الصيحة الجديدة، حيث يرى أكثر من النصف أن هذه التجارب تساعد في “الاسترخاء والاستعداد نفسياً للعطلة” مع بداية الرحلة. كما أشار 43% إلى أن الإقامة الفاخرة في نهاية العطلة تساعدهم في العودة إلى المنزل وهم يشعرون بالانتعاش والتجدد.

علاوة على ذلك، يرى قرابة الثلث (30% في المملكة) أن هذه التجربة تُتيح لهم الاستمتاع بمستوى من الفخامة قد لا يتسنّى لهم تحمل تكلفته في عطلة أطول.

الهوايات والشغف باتت دافعاً أساسياً في اختيار الوجهة السياحية

تُبرزُ الدراسةُ اتّجاهَ “سياحة الهوايات” كظاهرةٍ لافتةٍ، حيثُ يُخصِّصُ المسافرونَ عطلاتِهم بالكاملِ لمُمارسةِ هواياتِهم الشخصيّة. وتَكشِفُ النتائجُ أنّ 79% من المسافرينَ السعوديّينَ خاضوا تجاربَ من هذا النّوع، فيما يُواظبُ 27% منهم على تَكرارِها عدّةَ مرّاتٍ سنويّاً.

وعلى صعيدِ الاهتماماتِ، تتصدّرُ الرّياضةُ قائمةَ الدّوافعِ بنسبةِ 52% لدى المسافرين السعوديين، سواءً عبرَ الحضورِ أو المُشاركةِ في الفعاليّاتِ الرّياضيّة. وتَبرُزُ رحلاتُ المغامرةِ والاستكشافِ، كالسفاري وتسلّقِ الجبالِ، بنسبةٍ مُطابقةٍ (52%)، بينما تَحظى الفعاليّاتُ الثقافيّةُ والموسيقيّةُ باهتمامِ 39% من المسافرينَ السعوديّين.

إقامة تلبّي كلّ التطلعات وتفوقها

تُشير نتائج الدراسة إلى أن المعايير التقليدية لاختيار أماكن الإقامة – وتحديداً جودة الخدمة (92٪) والنظافة (92٪) والموقع (90٪) – لا تزال تحتل الصدارة في أولويات المسافرين السعوديين، إلا أن معايير جديدة بدأت تفرض نفسها بقوة على خياراتهم.

فعلى سبيل المثال، يرى 90% من المسافرين السعوديين أن من المهم أن تكون أماكن الإقامة “ملائمة للعائلات”، كما يعتبر 92% منهم أن توفّر خيارات طعام متنوعة في الموقع عاملًا مهمًا أيضًا.

كما أبدى الثلث، أي 29% من المسافرين استعدادهم لدفع مبلغ إضافي لضمان الحصول على غرفة بموقع مفضل، بينما يعتبر 46% أن ضمان تسجيل دخول مبكر يستحق دفع رسوم إضافية.

يُدركُ المسافرونَ من المملكة العربية السعودية القيمةَ الحقيقيةَ للسفر، حيثُ أن 39% منهم يُقدمون على حجزِ عطلاتهم عند وجودِ عروضٍ خاصة. وتلعبُ برامجُ الولاءِ الفندقيةُ دوراً محورياً في خياراتِ الإقامةِ، حيثُ أشارَ 36% من السعوديين إلى تأثُّرِ قراراتِهم بهذه البرامج، وهي نسبةٌ تتجاوزُ المتوسطَ الإقليميَّ لمنطقةِ أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا البالغَ 32%.

تُبرز النتائج أهمية معايير الاستدامة لدى المسافرين؛ إذ يحرص 83% من السعوديين على التحقق من الأثر البيئي لرحلاتهم قبل تأكيد الحجز.

وتعليقاً على نتائج التقرير، قال سانديب واليا، الرئيس التنفيذي للعمليات في الشرق الأوسط والفنادق الفاخرة في أوروبا والشرق الأوسط و إفريقيا لدى ماريوت الدولية:

“يقدّم هذا التقرير الشامل مؤشرات إيجابية جداً لقطاع السفر، إذ يُظهر أن أعداد العطلات ستشهد زيادة ملموسة خلال عام 2026.

كما يكشف البحث عن مجموعة من الاتجاهات المتنامية واللافتة، أبرزها التحوّل الواضح نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط والبحث عن العطلات، والذي أصبح اليوم ممارسة شائعة. وللمرة الأولى، يُصرّح ما يقارب ثلاثة أرباع المسافرين بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض، فيما عبّر 67٪ منهم عن استعدادهم لاستخدامه في حجز أماكن الإقامة مستقبلاً.

وسيبرز خلال العام المقبل اتجاه “طقوس الترف” بين المسافرين، خاصةً جيل الشباب، إذ يتيح لهم تذوق تجارب فاخرة في بداية العطلة أو نهايتها، قد لا تسمح بها ميزانياتهم إذا أرادوا اعتمادها طوال الرحلة.

ويكشف التقرير أيضاً عن ظاهرة عميقة، حيث أصبحت الهوايات والاهتمامات الشخصية المحرك الأساسي لاختيار الوجهات السياحية، سواءً لحضور الفعاليات أو المشاركة فيها، مع تصدر الرحلات الثقافية والموسيقية والرياضية ورياضات المغامرة قائمة الاختيارات.

ويؤكد التقرير في خلاصته أن المسافرين ما زالوا يجدون في السفر قيمةً حقيقية، مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة والولاء للعلامات التجارية وتميز الرحلات العائلية وهو ما ينعكس بوضوح على خياراتهم وتوجهاتهم السياحية.

وأشعر شخصياً بالحماس تجاه مستقبل ينمو فيه قطاع السفر ويتطور ويواصل إلهام العالم.”

اترك تعليقاً