الفيلم يستعيد فترة الستينات في جدة التاريخية
يشارك الفيلم السعودي «هجير» في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن الدورة الثالثة لمهرجان «الغردقة لسينما الشباب»، التي تُقام في الفترة من 25 إلى 30 سبتمبر (أيلول) الحالي. الفيلم من إخراج سارة طلب، وتأليف أمل دياب وأمل الحجار (منتجة الفيلم)، وبطولة خالد يسلم، وخالد الحربي، وريم الحبيب، وعبد العزيز فيصل.
يستعرض الفيلم ستينات القرن الماضي في جدة التاريخية، من خلال قصة الطفل هجير المولع بالموسيقى وينتمي لعائلة موسيقية. يُصاب بمرض يفقده السمع، لكنه يتمسك بحلمه وينجح، بعدما أصبح شاباً، في تأليف سيمفونية تعكس الألم الذي عاشه والإصرار الذي قاده لتحقيق أحلامه.
وكان الفيلم قد عُرض للمرة الأولى في مهرجان «الداخلة السينمائي» بالمغرب، في يونيو (حزيران) الماضي.
تحدثت المخرجة السعودية سارة طلب، التي تقيم حالياً في فرنسا، لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدة أن فيلمها ينتمي لنوعية الأفلام الموسيقية، من خلال قصة تروي معاناة طفل وصراعه بعد فقدان سمعه لإثبات ذاته، في وقت كان أصحاب الإعاقات يُنظر إليهم بمشاعر الشفقة أو العار. وأضافت أن «(هجير) يمثل صراعاً لإثبات الذات في مجتمع لم يتعلم بعد كيف يُنصت».
وعن اختيارها، مع مؤلفتي الفيلم، فترة الستينات لانطلاق القصة، قالت سارة: «زمن الستينات وبداية التسعينات كانا بمثابة فترة تحول في المجتمع السعودي. بالنسبة لي، تلك العقود كانت مليئة بالمشاعر والقصص غير المروية. أردنا أيضاً سرد الضوء واكتشاف كيف ترتبط الذاكرة بالمكان والهوية».
صُوِّر الفيلم في مدينة «الإنتاج الإعلامي» بالقاهرة، ورأت المخرجة أنها كانت «تجربة جميلة». واستغرق التصوير 21 يوماً، وكانت فترة مليئة بالتحديات، إذ كنا نصور فترتين زمنيتين في الوقت نفسه، ما بين الستينات والتسعينات. لكنها أشارت إلى أن وجود المنتجة أمل الحجار سهّل الأمور، والممثلون وفريق العمل حضروا إلى القاهرة.
وضع موسيقى الفيلم عبد الله عبود، الذي شارك في التمثيل أيضاً. وتشير سارة إلى أن الطفل يوسف خليل يتمتع بموهبة لافتة والعمل معه ممتع للغاية، في حين أدّى دوره وهو شاب الفنان عبد العزيز الفيصل، وهو أصلاً مغنٍ، ما مثّل إضافة حقيقية للفيلم.
درست سارة في جامعة «إبكار للسينما والتليفزيون» في باريس، وأخرجت فيلماً قصيراً كان مشروع تخرجها عنوانه «برنارد وبرناديت»، ويعدّ «هجير» أول أفلامها الطويلة.
يتنافس الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن 8 أفلام أخرى، كشف عنها «مهرجان الغردقة لسينما الشباب» الأحد، وهي: الفيلم المصري – الإماراتي – الروسي المشترك «موسكو كايرو» للمخرج خالد مهران في عرضه الدولي الأول، والفيلم الجنوب أفريقي – الأميركي المشترك «فتى الطيور» من إخراج جويل برادلي سوايسون في عرضه العالمي الأول، وفيلم «منزل» للمخرج جامشيد مارزكلوف من أوزباكستان، وفيلم «سمسم» للمخرجة سندس سميرات، و«شرارة» للمخرجة باسكال تيسود من كازاخستان، و«لاربن مغامرة الخيال والواقع» للمخرج كورديان كودزيلا من بولندا، والفيلم المكسيكي «عار» من إخراج ماجويل سلاجادو، والفيلم الروسي «ساعي البريد» من إخراج أندري رازانكوف.
وكشفت الناقدة جيهان عبد اللطيف بدر، المديرة الفنية للمهرجان، عن مشاركة 22 فيلماً بمسابقة الأفلام القصيرة، جميعها في عروض عالمية أولى. ولفتت إلى أن عروض الأفلام ستُقام في «مكتبة مصر العامة»، ودار عرض «جراند»، إضافة إلى عروض مسائية على شاطئ أحد المنتجعات المستضيفة للمهرجان.
وأعلن المهرجان عن تكريم الفنان المصري محمد ممدوح الشهير بـ«تايسون»، الذي أكد عبر بيان للمهرجان أن التكريم يضع الفنان في مسؤولية كبيرة تجاه خطواته المقبلة، إلى جانب الفنانة اللبنانية نيكول سابا، التي أهدت تكريمها وفق قولها «إلى كل صناع الأفلام الذين عملوا معها، حيث أضاف كل منهم بصمة في مسيرتها السينمائية».
وأكّد السينارست محمد الباسوسي، رئيس المهرجان، حرصهم على اختيار أصحاب التجارب الفنية المميزة لتكريمهم وإلقاء الضوء على أعمالهم السينمائية، مشيراً إلى أن الفنان محمد ممدوح صاحب تجربة ملهمة وحافلة بالأعمال المتنوعة بين الكوميدي والأكشن والميلودراما، وأن نيكول سابا نجحت منذ إطلالتها الأولى في جذب انتباه الجمهور وصناع السينما، وقدّمت أعمالاً مع نجوم السينما المصرية الكبار، مثل عادل إمام، نور الشريف، ومحمود عبد العزيز.
يُنظّم مهرجان «الغردقة لسينما الشباب» برعاية وزارتي الثقافة والشباب والرياضة ومحافظة البحر الأحمر، والهيئة العامة لتنشيط السياحة، إلى جانب عدد من الرعاة، وتُنظمه مؤسسة «فنون للثقافة والإعلام».