في إنجاز ملهم يضاف لسجل الشباب العربي في العالم الرقمي، نجحت بيكا لولي في أن تصبح أول «فيتيوبر» (Virtual YouTuber) عربية بالمجال و اول سعودية تصل إلى مليون مشترك عبر منصة يوتيوب لتسطر اسمها كعلامة فارقة في هذا المجال الجديد.
من جدة إلى العالم
نشأت بيكا لولي في مدينة جدة السعودية، حيث أجواء البحر الأحمر وجمال الطبيعة الساحلية التي طالما ألهمت مخيلتها الإبداعية. هذا الجو المنفتح على الثقافات والأفكار ساعدها في تنمية شغفها المبكر بالأنمي والثقافة اليابانية، والذي تحول لاحقًا إلى مشروع رقمي مميز.
شغف الأنمي وراء الفكرة
ولدت فكرة دخول بيكا لولي عالم «الفيتيوبر» من حبها العميق لعوالم الأنمي والثقافة اليابانية، فاختارت أن تجسد هذا الشغف بشخصية افتراضية تنقل عبرها ما تحبه وتلهم به متابعيها.
ما هو «الفيتيوبر»؟
«الفيتيوبر» مصطلح ياباني الأصل يشير إلى صانعي محتوى يظهرون بشخصيات افتراضية ثلاثية أو ثنائية الأبعاد، بدلاً من الظهور بهوياتهم الواقعية. بدأت هذه الظاهرة في اليابان متأثرة بثقافة الأنمي، ثم انتقلت إلى الغرب وصولاً إلى العالم العربي، الذي لا يزال الحضور فيه محدودًا نسبيًا.
البداية على تويتش ثم مفاجأة اليوتيوب
كانت بيكا قد بدأت رحلتها مع عالم البثوث عبر منصة تويتش مطلع عام 2019، حيث استلهمت فكرتها من تفاعل متابعيها هناك الذين كانوا أول من اقترح عليها فتح قناة يوتيوب. لم يكن الأمر سهلاً، خاصة وأن المجال كان يفتقر إلى وجود الفتيات، والجمهور كان يفضل «الفيس كام» لرؤية ردة الفعل الحقيقية.
رغم ذلك، ظلت فكرة «ردود الفعل الحقيقية» عالقة في ذهنها حتى وجدت الحل المثالي في عالم الفيتيوبر، الذي كانت تتابعه لدى صناع المحتوى الأجانب. علمت نفسها بنفسها كيف تصمم شخصية ثلاثية الأبعاد عبر برامج مجانية، لتكون المفاجأة الكبرى في أبريل 2021 عندما أطلقت لأول مرة ظهورها بـ«الفيس كام الافتراضي»، تزامنًا مع وصول قناتها إلى 100 ألف مشترك، ليكون ذلك مقطعًا تاريخيًا في مسيرتها.
محتوى ياباني ولمسة VR
تخصص بيكا لولي قناتها في ألعاب الفيديو المتنوعة، مع تركيز خاص على الألعاب اليابانية وتجارب الواقع الافتراضي (VR)، ما منحها طابعًا فريدًا وجذب محبي هذا النوع من المحتوى من مختلف أنحاء الوطن العربي.
تفتح الطريق للجيل الجديد
بوصولها إلى عتبة المليون مشترك، فتحت بيكا لولي الباب واسعًا أمام شباب وفتيات عرب لخوض تجارب إبداعية مشابهة، وإثراء المحتوى العربي على يوتيوب بأساليب حديثة مستلهمة من ثقافات عالمية، لتبقى تجربتها قصة إلهام بأن الشغف قد يتحول إلى إنجاز يكتب في صفحات الريادة الرقمية