You are currently viewing 124 مليار ريال استثمارات صحية تعزز موقع المملكة كمركز إقليمي للتقنيات الطبية الذكية
124 مليار ريال استثمارات صحية تعزز موقع المملكة كمركز إقليمي للتقنيات الطبية الذكية

124 مليار ريال استثمارات صحية تعزز موقع المملكة كمركز إقليمي للتقنيات الطبية الذكية

كشف وزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل عن توقيع اتفاقيات واستثمارات استراتيجية تفوق قيمتها 124 مليار ريال، في إطار جهود المملكة لتعزيز تحولها إلى مركز إقليمي رائد في تقنيات الرعاية الصحية الذكية، وذلك خلال افتتاح أعمال “ملتقى الصحة العالمي” في دورته الجديدة، الذي انطلقت فعالياته اليوم في العاصمة الرياض، بحضور مسؤولين دوليين وممثلين عن كبرى الشركات الطبية والتقنية.

وأكد الجلاجل، في كلمته الافتتاحية، أن القطاع الصحي في المملكة يشهد تحوّلًا غير مسبوق بفضل الدعم المباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمتابعة الدقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مشيرًا إلى أن الرؤية الوطنية الطموحة مكّنت القطاع من تجاوز التحديات، والتحول إلى نموذج استباقي يرتكز على الوقاية والتقنية والابتكار.

وأوضح الجلاجل أن الاستثمارات المعلنة تشمل توقيع عدد من الشراكات مع شركات دوائية وتقنية عالمية، من أبرزها اتفاق بين شركة الاستثمارات الدوائية السعودية “لايفرا” وعدد من الشركات الدولية لتوطين تصنيع عدد من اللقاحات في المملكة، بما يسهم في تعزيز الأمن الدوائي وتطوير الصناعات الحيوية المحلية.

وفي السياق ذاته، كشف معالي الوزير عن إطلاق تجربة سريرية تُعد من أوائل التجارب على مستوى العالم في مجال “الطبيب الذكي”، بالتعاون بين شركتي “هيومين” و”لين”، وذلك بعد حصول المشروع على موافقة الهيئة العامة للغذاء والدواء. ويهدف هذا النموذج إلى اختبار قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة على تشخيص الأمراض وتقديم الاستشارات الطبية بدقة، بما يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وتقليل العبء على الكوادر الطبية.

وأضاف الجلاجل أن الوزارة، بالتعاون مع شركة “جوجل”، أطلقت مشروع “المدرب الصحي الذكي” عبر تطبيق “صحتي”، والذي سيتمكن المستخدمون من الاستفادة منه قريبًا. ويُعد هذا الابتكار خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، إذ يوفّر للمستفيدين خدمات إرشادية صحية وقائية وشخصية بناءً على تحليل البيانات الصحية والأنماط السلوكية لكل فرد، مما يسهم في تعزيز جودة الحياة وخفض نسب الإصابة بالأمراض المزمنة.

وأشار معالي الوزير إلى أن هذه المشاريع تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحديات صحية متصاعدة، أبرزها ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة التي تشكل أكثر من 74% من الوفيات عالميًا، متسببة بوفاة ما يزيد عن 42 مليون شخص سنويًا، فضلًا عن تضخم نفقات الرعاية الصحية عالميًا والتي تجاوزت عتبة 10 تريليونات دولار سنويًا.

ولفت الجلاجل إلى أن نموذج الرعاية الصحية السعودي الحديث، المنبثق من مستهدفات “رؤية 2030”، يرتكز على مبدأ الرعاية الشاملة منذ ما قبل الولادة وحتى مراحل الحياة المتقدمة. وقد أسهم هذا التحول في تحقيق مؤشرات نوعية، منها استفادة أكثر من 6 ملايين زوج وزوجة من برنامج الفحص الطبي قبل الزواج، وارتفاع نسبة الاستجابة للمشورة الوراثية من 15% إلى 85%، إلى جانب إدراج قرابة 3 ملايين مولود في برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة.

وأكد الجلاجل أن متوسط العمر المتوقع في المملكة ارتفع من 74 عامًا في عام 2016 إلى أكثر من 79 عامًا حاليًا، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يُعد ثمرة مباشرة لنتائج التحول الصحي ونهج “الحكومة الواحدة”. كما أعلن أن وفيات الأمراض المزمنة انخفضت بنسبة 40%، متجاوزة مستهدفات الأمم المتحدة، في حين تراجعت وفيات الحوادث المرورية بأكثر من 60%، متجاوزة مستهدف منظمة الصحة العالمية بخفضها للنصف.

واستعرض معالي الوزير عددًا من المبادرات التي تم إطلاقها خلال النسخة السابقة من الملتقى، ومنها البدء في المراحل الأولية لتوطين صناعة الأنسولين، وتطبيق تقنية “التوأم الرقمي” في تطبيق “صحتي”، إضافة إلى ارتفاع عدد الأبحاث السريرية بنسبة 51%، ونجاح مستشفى الملك فيصل التخصصي في إنتاج الخلايا التائية المستخدمة في علاج أنواع معينة من الأورام السرطانية.

واختتم الجلاجل كلمته بالتأكيد على أن التحول الصحي في المملكة يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التميز العالمي، مدعومًا بشراكات استراتيجية، وتقنيات متقدمة، وإرادة وطنية تضع صحة الإنسان في مقدمة الأولويات، مجددًا التأكيد على أن الملتقى سيكون منصة لتوقيع مزيد من الاتفاقيات النوعية في مختلف مجالات الرعاية والابتكار والتصنيع الدوائي.

اترك تعليقاً