You are currently viewing نجاح صفقة التبادل بين حماس والاحتلال تسهم في ازدهار الوضع “الاقتصادي”
نجاح صفقة التبادل بين حماس والاحتلال تسهم في ازدهار الوضع "الاقتصادي"

نجاح صفقة التبادل بين حماس والاحتلال تسهم في ازدهار الوضع “الاقتصادي”

رام الله – فطين عبيد


ساعات من الفرج وازدهار الوضع الاقتصادي يتوقعه الفلسطينيون بعد نجاح صفقة التبادل بين الاحتلال وحركة حماس برعاية أميركا، تركيا، مصر، قطر، تضمنت الصفقة إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وعددهم 48 رهينة من الأحياء والأموات، فيما أطلق الاحتلال 250 فلسطينيا من المحكومين مؤبدات و1700 من أسرى الحرب في غزة.


يأمل الفلسطينيون أن تكون مرحلة نجاح الصفقة، بداية لمرحلة جديدة من فصول التوقف عن الحرب التي جمدت العجلة الاقتصادية في الضفة، والتمهيد لتفعيل بعض القضايا اللاحقة وعى رأسها إعادة إعمار القطاع بعد عامين من الدمار للبنى التحتية التي طالت المدارس والجامعات والمساجد والمنازل، وتدمير واختفاء مدن كاملة منها بيت حانون وجباليا، إضافة لإبادة جماعية قتلت إسرائيل خلالها ألوف الفلسطينيين، وشطبت عائلات كاملة من السجل المدني.


تزامنت الحرب في غزة بفرض عقوبات اقتصادية على مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، شملت اغلاق عشرات المناطق والتحكم بها عبر بوابات حديدية وصل عددها 1100 بوابة منوعة وملونة حسب جغرافية المكان، إضافة لتواصل هجوم المستوطنين المتطرفين على المناطق الفلسطينية بخاصة في موسم الزيتون الحالي، الذي يعد شريان اقتصادي هام لمعظم السكان.


استبق جيش الاحتلال الصفقة، وتحرك لمداهمة منازل المواطنين قبل ساعات من الافراج عنهم، وتحذير عائلاتهم من أية مظاهر فرح أو احتفالات عند وصولهم بيوتهم، ونص التحذير “لن تسمح قوات الأمن بتنظيم مظاهرات دعم للتنظيمات الإرهابية، كل من يشارك يعرض نفسه للعقوبات”.


لكن الجميع في الضفة عبر عن فرحته بطريقته غير المعلنة، بعض العمال بدء التحضير لتجديد تصاريح العمل المنتهية تمهيداً للعمل فور السماح، إذ يعول كثير من الفلسطينيين أن تشمل المرحلة بعد نجاح الصفقة الأيام الماضية انفراجه اقتصادية واستقرار الأوضاع السياسية، عبر إزالة البوابات أو على الأقل التخفيف منها، والسماح للعمال الفلسطينيين ومعظمهم يعمل في قطاع البناء بمعاودة العمل في الداخل المحتل بتنظيم جديد، يضمن لهم العمل بطريقة قانونية، بخاصة أن كثير ممن يجازفوا بالعمل بطرق غير قانونية يدفعوا حياتهم ثمناً للقمة العيش.


ويأمل الفلسطينيون أن تفتح الحدود مع الدول العربية لضخ استثمارات جديدة، تنعش المناطق الفلسطينية التي تعاني أوضاع اقتصادية صعبة منذ بداية الحرب، رافقها تقييد حركة المرور مع الأردن، واغلاق كامل الحدود المصرية، وتحويل مناطق الضفة لكنتونات ميتة اقتصادياً.


فرحة رغم كل الظروف الاقتصادية تعم كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة، والكثير من التجار ممن التقيناهم عولوا على نجاح الصفقة وتغيير جمود الأسواق، معتبرين نجاح الصفقة مقدمة لحزمة تسهيلات تسمح بتشغيل العمال الفلسطينيين بالداخل، وزحزحة مشكلة المقاصة التي معظمها مصدره حركة البضائع التجارية بالاستيراد والتصدير على الحدود الفلسطينية، بحسب اتفاق أوسلو المبرم بين السلطة الفلسطينية والاحتلال.


صحيح أن السلطة الفلسطينية لم تتدخل ميدانياً طوال الحرب على غزة، ولكنها الآن تحصد ثمن جهودها الدبلوماسية بفك الجليد عن أموال المقاصة التي تحتجزها إسرائيل ورفع وتيرة طلب المساعدات الدولية، وفي الوقت ذاته تختلس نظرة سريعة على سيناريوهات المرحلة المقبلة بعد أنتهاء صفقة التبادل بين الاحتلال وحركة حماس في مرحلتها الأولى، للبدء بتفعيل مشاريع استثمارية وطنية، من شأنها استقطاب الكثير من العمال الفلسطينيين.


وحدها الأيام القليلة المقبلة تحدد مستقبل اقتصاد المنطقة، وربما الساعات الساخنة التي أعقبت نجاح صفقة التبادل مفتاحاً لسلام شامل في الضفة وغزة والمنطقة العربية يفتح أسواقاً وموارد جديدة كالحال قبل الحرب وربما أفضل.

اترك تعليقاً