
أكد السيد جون درينكواتر، الرئيس التنفيذي لشركة كانو للملاحة بأن الإرث العريق للشركة الذي يمتد لقرن من الزمان يشكل الأساس الراسخ للابتكار ومسيرة النمو المتواصلة في قطاع الخدمات البحرية. وأشار إلى أن قصة نجاح شركة كانو للملاحة تكمن في قدرتها على احترام وتقدير تاريخها، وفي نفس الوقت السعي الحثيث نحو التحديث والتكنولوجيا لتلبية الاحتياجات المتنامية للتجارة العالمية، ودعم أهداف رؤية السعودية 2030.
1- تأسست شركة كانو للملاحة عام 1911 لتكون أول وكالة ملاحة في منطقة الخليج العربي. كيف تحافظون على هذا الإرث العريق، وفي نفس الوقت تستمرون في السعي نحو التحول العصري وإطلاق خدمات جديدة؟
تعد كانو للملاحة إحدى الشركات التابعة لشركة يوسف بن أحمد كانو المحدودة، وواحدة من أعرق الشركات العائلية في المنطقة، كما أنها أكبر شركة إقليمية مزودة لخدمات الملاحة في منطقة الشرق الأوسط، وقد بدأت نشاطها منذ عام 1911 لتصبح أول وكالة ملاحة في منطقة الخليج العربي.
واليوم، تحظى الشركة بسمعة مرموقة ومكانة راسخة بين مزودي خدمات الملاحة البحرية في المنطقة، مع تواجد قوي على المستويين الإقليمي والدولي، وسجل طويل من النجاحات في التعامل مع أكثر من 20,000 سفينة شحن سنويًا. وبالإضافةِ إلى الخدمات الأساسية التقليدية التي تشمل الحاويات والناقلات البحرية وسفن الرحلات البحرية، فإننا نقدم أيضًا حلولا متخصصة للسفن العسكرية واليخوت الفاخرة والخدمات اللوجستية للطواقم البحرية، فضلا عن شحن الدحرجة والشحنات السائبة والشحن بالجملة. هذا التوازن القائم بين الأصالة والحداثة يتيح لنا الالتزام بمبادئنا الأساسية مع تلبية احتياجات صناعة الخدمات البحرية متسارعة النمو.
وترتكز رؤية شركة كانو للملاحة على أن تكون الشريك المفضل للموانئ السعودية، وقطاع الشحن بشكل عام. كما تهدف إلى تعزيز مكانتها ليس فقط باعتبارها أعرق وكالة شحن في المملكة العربية السعودية، بل أيضًا كشركة تتميز بالنهج الاستشرافي والفكر المستقبلي المستنير. وبينما تواصل المملكة رحلة التحول وفق رؤية 2030، فإن كانو للملاحة تحرص على مواكبة هذه الرحلة وتحقيق النمو المتزامن، من خلال التركيز على الابتكار والاستدامة والتميز لتعزيز دورها الفعال في رسم ملامح مستقبل الصناعة البحرية في المملكة العربية السعودية.
2- تعتبر المملكة العربية السعودية محور أعمالكم. و في ظل خدماتكم الراسخة في الموانئ، كيف تقوم شركة كانو للملاحة بدعم المشاريع الضخمة مثل مشروع نيوم، والتطلعات اللوجستية لرؤية المملكة 2030؟
تمثل المملكة العربية السعودية قلب استراتيجيتنا، مع تغطية مباشرة في كافة الموانئ الرئيسية، بما يضمن حركة شحن موثوقة للمشاريع الضخمة مثل نيوم ومشاريع البحر الأحمر. وقد تم تحقيق إنجاز ملموس في هذه الرحلة وذلك بافتتاح ميناء نيوم، وهي خطوة هامة ضمن الخطة الاستراتيجية للمملكة التي تهدف إلى الارتقاء بالموانئ البحرية وتحويلها إلى مراكز لوجستية عالمية.
كما أننا في كانو للملاحة نوفر خدمات الرحلات البحرية إلى جدة، مما يعني تعزيز نطاق خدماتنا البحرية التي تقدم الدعم لقطاع السياحة.
وتواصل كانو للملاحة التعاون مع أكبر شركات المقاولات مثل بوسكاليس، ومجموعة ديم، وأركيرودون في توفير المعدات اللازمة لأعمال الحفر وبناء الجدار البحري في ميناء أوكساجون. كما تعاملنا مع العديد من الشحنات لنقل الرافعات وتوربينات الرياح التي تهدف إلى الاستفادة من الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية في جميع أنحاء مدينة نيوم. وفي نفس الوقت، فإن استثماراتنا في قوارب نقل الطواقم البحرية التي تحمل علم السعودية وتحديث الأسطول تسهم في تعزيز الخدمات البحرية وخدمات الناقلات في رأس تنورة والجبيل والدمام. بالإضافة إلى ذلك، فإن التزامنا المتواصل بمعايير الصحة والسلامة والأمن والبيئة، والتحول الرقمي، والاستدامة يتوافق تمامًا مع رؤية الحياد الكربوني لمدينة نيوم.
3- لقد قامت الشركة بإطلاق المنصات المبتكرة داخليا مثل واجهة “Kanoo Port Interface”، كيف تسهم مثل هذه الحلول التكنولوجية المتطورة في تغيير التجربة اليومية لزبائنكم، وما هي الخطوة التالية ضمن أهدافكم الرقمية المستقبلية ؟
تساعد واجهة Kanoo Port Interface في إحداث تحول كبير في عملياتنا من خلال رقمنة العملية بأكملها بدءًا من اختيار السفينة حتى حسابات الصرف النهائي، فضلا عن أتمتة المهام اليدوية، وتوفير الوقت، ومتابعة طلبات الشحن في الموانئ في الوقت الحقيقي. هذا يتيح للمسؤولين إعداد خطط أكثر كفاءة، وتحسين الشفافية من خلال الدمج بسلاسة في أنظمتنا المحاسبية.
وبالمضي قدمًا نحو المستقبل، فإننا نسعى إلى تطوير نماذج لدعم القرارات مستندة على تقنية الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الدقة في التخطيط وإصدار تقارير أكثر دقة. كما نعمل أيضًا على دمج منصتنا مع أنظمة زبائننا، وإطلاق حلول تعتمد على الجوال لتعزيز إمكانية الوصول وسرعة الاستجابة. ونسعى من خلال التطور الرقمي إلى خلق تجربة سلسة قائمة على البيانات، تسهم في تعزيز الأداء التشغيلي وتحقيق رضا الزبائن عبر شبكتنا العالمية.
4- إن المشاركة في الفعاليات العالمية المتخصصة مثل المؤتمر السعودي البحري واللوجستي يتيح استعراض خدمات وإمكانيات شركة كانو للملاحة. كيف تساعد مثل هذه المنصات في رسم ملامح المستقبل وتوجهاته؟
إن المشاركة في الفعاليات الهامة المتخصصة تتيح الفرصة لعرض إمكانياتنا وخدماتنا في الموانئ السعودية وإظهار قوة أسطولنا المتنامي، بما في ذلك قوارب نقل الطواقم البحرية الجديدة 50 Kanoo وKanoo 51.
وتسهم هذه الفعاليات في تعزيز التواصل المباشر مع الزبائن والهيئات الحكومية والأطراف الرئيسية ذات الصلة، كما تساعد على توطيد العلاقات، وتوفير رؤى قيّمة عن التوجهات الناشئة في السوق. و تسعى أيضًا لاتاحة المجال أمام فرص التعاون وفق رؤية 2030، بما يعزز مركزنا في صدارة التحول البحري واللوجستي في المنطقة. والأهم من ذلك، إن المشاركة في هذه الفعاليات تؤكد التزامنا بدعم الأهداف اللوجستية للمملكة، وترسيخ مكانتنا كشريك موثوق لأعمال الشحن، والعمليات البحرية، والحلول البحرية الشاملة في جميع أنحاء المنطقة.
5- تعد الملاحة نشاطًا يعتمد في جوهره على العنصر البشري. كيف ساهمت الثقافة المؤسسية للشركة العائلية في اكتساب ثقة الزبائن، وبناء علاقات وطيدة طويلة الأمد؟
باعتبارنا واحدة من أعرق وكالات الشحن في المملكة العربية السعودية، وجزءًا من صرح عائلي راسخ في المملكة، فإن تراثنا ينطوي على إحساس عميق بالثقة والاعتمادية والاستمرارية في كل علاقاتنا. إن ثقافة هذه الشركة العائلية تبدو واضحة في الطريقة التي نعمل بها، كما إنها تركز على العلاقات طويلة المدى بدلا من المكاسب القصيرة، وتستند أيضًا على مبادئ الشفافية والشراكة والاحترام المتبادل.
إننا لا نعتبر زبائننا مجرد زبائن، بل ننظر إليهم باعتبارهم شركاء في رحلة مشتركة، حيث تتشابك قصص نجاحهم مع مسيرة إنجازاتنا. ونحرص على اتخاذ القرارات على أسس مبنية على القيمة والأخلاقيات القوية وليس الربح فقط، كما أن التزامنا بتوفير خدمات عالية الجودة وتحقيق التميز التشغيلي يضمن الاستمرارية والثقة.
6- تتعامل الشركة مع أكثر من 20,000 سفينة شحن سنويًا عبر شبكة واسعة النطاق تمتد من موانئ قناة السويس إلى جنوب أفريقيا. أين ترون فرص النمو الإقليمي خلال الـ 3-5 سنوات القادمة؟
نركز في الوقت الحالي على تحقيق النمو في المملكة العربية السعودية، وخاصة من خلال التعاون مع المشاريع العملاقة مثل نيوم، وتوسيع خدمات شحن الدحرجة والشحنات السائبة والشحن بالجملة في المنطقة الغربية، بما في ذلك أعمال الشحن للمشاريع وتقديم حلول شاملة. وسوف تواصل الخدمات البحرية تحقيق النمو في المراكز الاستراتيجية مثل رأس الخير والجبيل والدمام، بما يتوافق تمامًا مع هدف رؤية السعودية 2030 في بناء منظومة بحرية ولوجستية عالمية.
وتعد جازان سوقًا آخر لتحقيق النمو، وترتبط بالأهداف الاستراتيجية للتنمية في المملكة. كما أننا نخطط للتوسع في الهند وجنوب أفريقيا وسريلانكا، مستفيدين من شبكتنا العالمية لدعم العمليات الدولية وزيادة الحركة التجارية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيتنا تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز خدمات الوكالة العالمية لاكبر الشركات الإقليمية الرائدة مثل أرامكو وسابك ومعادن، بما يعزز مركزنا كشريك موثوق في سلسلة التوريد الإقليمي سريع النمو.