حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI المطورة لـ ChatGPT من أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لا تخضع لنفس السرية القانونية التي يلتزم بها الأطباء أو المعالجون النفسيون.
وقال ألتمان في بودكاست : “الناس يستخدمونه، خصوصا الشباب، كمعالج نفسي أو كمدرب حياة؛ يواجهون مشكلات في العلاقات ويسألون: ماذا علي أن أفعل؟”
وتابع قائلا: “الآن، إذا تحدثتَ مع معالج نفسي أو محامٍ أو طبيب حول هذه المشكلات، فهناك امتياز قانوني لذلك. هناك سرية بين الطبيب والمريض، وسرية قانونية، وما إلى ذلك. ولم نحدد بعد كيف يمكن التعامل مع هذا النوع من السرية عندما تتحدث إلى ChatGPT”.
وأشار ألتمان إلى أنه في حال وقوع دعوى قضائية، يمكن أن تجبر OpenAI قانونيا على تسليم سجلات محادثات الأفراد مع ChatGPT.
وتخوض الشركة حاليا معركة قانونية مع صحيفة نيويورك تايمز بشأن الاحتفاظ بالدردشات المحذوفة.
خلال المقابلة، عبّر ألتمان عن رغبته بأن يتمتع الذكاء الاصطناعي بنفس مفهوم الخصوصية الذي نحصل عليه عند التحدث إلى معالج نفسي<
وقال: “يجب أن يكون لدينا نفس مفهوم الخصوصية عند الحديث مع الذكاء الاصطناعي كما هو الحال مع المعالج النفسي أو ما شابه، ولم يكن أحد يفكر في ذلك حتى قبل عام فقط”.
وفي وقت سابق من هذا العام، قامت شركة Anthropic وهي المطورة لمنافس ChatGPT المعروف بـ Claude — بتحليل 4.5 مليون محادثة لتحديد مدى استخدام الناس للروبوتات في المحادثات العاطفية.
ووفقا للدراسة، فإن 2.9% فقط من تفاعلات Claude كانت ذات طابع عاطفي، بينما شكّلت العلاقات التفاعلية والتمثيلية نسبة ضئيلة قدرها 0.5%.
ورغم أن قاعدة مستخدمي ChatGPT تتجاوز بكثير تلك الخاصة بـ Claude، إلا أن استخدام الروبوت لأغراض عاطفية لا يزال نادرا نسبيا.
ووفقا لدراسة مشتركة بين OpenAI ومعهد MIT، فإن “الانخراط العاطفي مع ChatGPT نادر في الاستخدام الواقعي”.
وأضافت الدراسة: “الإشارات العاطفية (التي تدل على التعاطف أو المودة أو الدعم) لم تكن موجودة في الغالبية العظمى من المحادثات التي تم تحليلها على المنصة، مما يدل على أن التفاعل العاطفي هو حالة استخدام نادرة لروبوت ChatGPT”.
حتى الآن، يبدو أن الأمور تحت السيطرة. ولكن، هناك ما يدعو للتأمل: الذكاء الاصطناعي الحواري يتطور بسرعة كبيرة، ومع تحسنه في التفاعل وفهم التفاصيل الدقيقة، قد يبدأ عدد متزايد من الأشخاص في الاعتماد عليه للمساعدة في مشكلاتهم الشخصية.
ومع اقتراب إطلاق الترقية الجديدة من ChatGPT المسماة GPT-5، والتي ستجلب معها تفاعلات أكثر طبيعية وقدرة أعلى على فهم سياق الحديث، سيكون من الأسهل مشاركة تفاصيل أكبر مع الذكاء الاصطناعي، لكن من الأفضل أن يفكر المستخدم مرتين قبل الكشف عن مشاعره أو أسراره.