أوضح المهندس ماجد ابوزاهرة بأن تشهد سماء الوطن العربي اعتباراً من منتصف ليل اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 وحتى بزوغ الفجر ظاهرة فلكية مميزة ترصد بالعين المجردة تتمثل في اقتران القمر الأحدب المتناقص مع كوكب زحل حيث يظهر الجرمين قريبين في السماء يفصل بينهما 4 درجات في مشهد بديع لمحبي الفلك.
يعد هذا الاقتران واحداً من الظواهر الفلكية التي يمكن الاستمتاع بها دون الحاجة إلى أدوات رصد متقدمة إذ يظهر القمر واضحاً بضوئه الأبيض المشرق إلى جواره كوكب زحل بلونه الذهبي الخافت كنجمة ساطعة ويكون المشهد أوضح وأجمل في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
تشهد حلقات زحل خلال عام 2025 واحدة من أهم الظواهر الفلكية المرتبطة بها وهي ما يعرف بـ “عبور مستوى الحلقات” والذي حدث في مارس 2025 حيث أصبحت الحلقات موازية تماماً لخط نظر الأرض بزاوية ميل قريبة من 0 درجة مما جعلها شبه غير مرئية عبر التلسكوبات الصغيرة.
بحلول يوليو 2025 بدأت زاوية ميل الحلقات تتزايد تدريجياً لتبلغ حالياً بين 1 و4 درجات فقط ما يجعلها تظهر كخط رفيع يحيط بزحل ويتوقع أن تستمر هذه الزاوية في التزايد خلال الشهور المقبلة حتى تعود الحلقات للظهور بوضوح أكبر بحلول عام 2026.
هذا التغير الدائم في زاوية الرؤية هو نتيجة ميل محور دوران زحل الذي يبلغ حوالي 26.7 درجة وهو ما يجعلنا نرى حلقاته احياناً بشكل واضح ومائل وأحيانًا بشكل جانبي ضيق كما يحدث هذا العام.
الاقتران في علم الفلك هو ظاهرة تحدث عندما يظهر جرمان سماويان مثل القمر وكوكب قريبين من بعضهما في السماء من منظور الراصد على الأرض رغم أن بينهما في الواقع مسافات شاسعة ويحدث ذلك نتيجة لوقوعهما في نفس خط الطول السماوي تقريباً.
رغم أن الظاهرة تعتبر من المشاهدات البصرية الجمالية إلا أنها مفيدة أيضاً في التعرف على حركة الأجرام السماوية ومواقع الكواكب كما تتيح فرصة تعلم كيفية تتبع الكواكب بالعين المجردة.
يعد هذا الاقتران بين القمر وزحل مناسبة فلكية مميزة تجمع بين جمال المشهد وثراء المعلومات العلمية. فهي لا تمنحنا فقط فرصة لرؤية كوكب الحلقات، بل أيضًا لفهم كيفية تغيّر مظهره من الأرض تبعًا لموقعه وحركة مداره.
