You are currently viewing د شيرين العدوي تكتب : حقل الظل والموت عند تسلا
د شيرين العدوي

د شيرين العدوي تكتب : حقل الظل والموت عند تسلا

لقد عمل تسلا لسنوات على مشروع سرى سماه «حقل الظل» أو الحقل الروحى ومن خلال تجارب دقيقة لاحظ أن لحظة موت الكائنات الحية، ينبعث نبض كهرومغناطيسى فريد، والأكثر إدهاشا أنه عام 1933 صمم جهازا لتحويل التذبذبات الناتجة بعد الموت إلى صوت.

وقد سمع كلمات بلغة لم يكن له معرفة بها، ولكنها كانت ذات معنى فى قلبه، كانت روحا ترسل رسالة من وراء ستار. هذه التجارب لم يوثقها تسلا علنا، لعدم جاهزية العالم لتقبلها. كما أنه رأى الموت ليس نهاية بل مجرد تردد آخر.

فحين يموت الجسد ينطفئ التردد المادى وتنتقل الروح إلى قناة أخرى. الشخص الوحيد الذى شارك تسلا هذه التجربة هو عالم مصرى يدعى «أحمد الفايز» عام 1935 كما تذكر الوثائق المفرج عنها. لقد بحثت مليا عن هذا العالم المصرى الذى ذكره تسلا فى حديثه الصحفى حيث أشار إلى أنه بعد لقائه هذا؛ مات فى ظروف غامضة، بحثت فلم أجده أو أجد له أثرا ضمن علماء مصر المشهورين.

فهل كان عميلا سريا يتحرك باسم مستعار؟! ربما، وهذا تفسيرى المتواضع، وربما مصر لديها ما هو أعمق وستكشف عنه فى اللحظة المناسبة. إن هذا العالم المصرى وتسلا تناقشا حول مفهوم الروح والموت والبعث فى الإسلام. ووجد تسلا انسجاما مدهشا بين اكتشافاته العلمية والآيات القرآنية، خاصة تلك التى تتحدث عن النور والروح، كقوله تعالى «الله نور السموات والأرض».

وقد توصل تسلا من قبل إلى أن وحدة الوجود العلم والإيمان وجهان لحقيقة واحدة، ويعتقد تسلا أن الأديان محاولات إنسانية لفهم ما لايرى.

وقد وجد تشابها جوهريا بينها فى ثلاثة مفاهيم أساسية : وجود حياة بعد الموت، الروح كيان مستقل عن الجسد، ووجود قوة عليا خالقة.

كما أنه يرى أن الدين النقى والعلم الخالص وجهان لحقيقة واحدة، وأن المشكلة تكمن فى تحريفهما. أما بالنسبة للجنة والنار فيرى تسلا أنهما ليستا مجرد مكانين خارجيين، بل هما «حالتان ترددتان» الجنة هى تردد الروح النقى المضىء، والنار «اهتزاز مظلم ثقيل» يتحرك بين شدة البرودة وشدة الغليان.

أما الروح بعد الموت فإنها تنجذب إلى التردد الذى عاشت فيه، ويؤمن تسلا بأن الموت هو لحظة انكشاف الحقيقة؛ حيث يرى الإنسان حياته وأعماله بإدراك متعدد الأبعاد.

وفى 1930 كشف تسلا عن مفهومه الأعمق للكون.

فقد أعلن أن كل شىء هو كهرباء، وأن فى البداية كان هناك مصدر لا نهائى للضوء، ومنه جاءت المواد التى شكلت الكون، وأن المادة هى الضوء المتجمد وأن الضوء الحقيقى مظلم ويختبئ بداخله أسرار الكون.

معنى هذه النظرية أننا لسنا مجرد أجساد بل موجات واهتزازات، أجزاء من طيف واسع هو نور الله، وقد لامس تسلا ما سماه «بالألم الكونى» وهو الألم الذى تشعر به الروح عندما يختل الانسجام لأى سبب من الأسباب، وهذا هو سبب لكل معاناة البشرية.

وقد اختتم تسلا رؤيته بأن المستقبل ملك لأهل النور أولئك الذين يحملون المعرفة، ولا يخافون الحقيقة، ويختارون الخير فى أحلك الظروف. فأين تذهب الأرواح؟!
للحديث بقية

اترك تعليقاً