You are currently viewing بعد ست سنوات من العلاج.. رحالة سعودي يخطط للوصول إلى 100 دولة

بعد ست سنوات من العلاج.. رحالة سعودي يخطط للوصول إلى 100 دولة

محمد الشهراني.. جندي متقاعد يحوّل إصابته إلى رسالة سلام وثقافة في 45 دولة

من قرية (رغوة ) إلى قارات العالم حكاية سعودي يطوي القارات بثقافة بلاده

حين أصيب الجندي السعودي محمد بن ذيب الشهراني (37 عامًا) في الحد الجنوبي أثناء مشاركته في الدفاع عن الوطن، لم يكن يتخيل أن تلك اللحظة ستفتح له بابًا جديدًا للحياة. ست سنوات كاملة قضاها متنقلاً بين المستشفيات داخل المملكة وخارجها، بين السعودية وألمانيا، يعالج جراح الحرب ويكافح ليستعيد صحته. ست سنوات من الألم والصبر تركت آثارًا على جسده، لكنها في الوقت ذاته صنعت منه إنسانًا جديدًا.
يقول الشهراني: “رأيت الموت بعيني، وعندما منّ الله عليّ بالشفاء قررت أن أعيش الحياة بكل تفاصيلها، وأن أنقل صورة المملكة إلى العالم”.


من قريته الصغيرة “رغوة” جنوب المملكة بمنطقة عسير، انطلقت أولى خطوات رحلته. لم يكن قرار الرحيل مدروسًا بدقة بقدر ما كان رغبة داخلية في خوض تجربة جديدة. بسيارته القديمة من نوع GMC موديل 2004، التي أطلق عليها اسم “عابر القارات”، بدأ مغامرته التي تحولت لاحقًا إلى مشروع حياة.
في عام 2024، أنهى الشهراني رحلته الأولى، التي استغرقت 55 يومًا، عبر 34 دولة، بدأت من دول الخليج، مرورًا باليونان وصربيا وسلوفاكيا وبولندا والتشيك، وصولًا إلى إسبانيا والبرتغال والمغرب، ثم أندورا والجبل الأسود وألبانيا وكوسوفو ومقدونيا.
لم يتوقف طموحه عند هذا الحد، فبدأ رحلته الثانية التي استمرت 87 يومًا زار خلالها 30 دولة، بدأها من الكويت مرورًا بالعراق وكردستان العراق وتركيا وجورجيا وروسيا، وصولًا إلى أقصى نقطة شمال الكرة الأرضية (نورث كاب) بالنرويج. ومن هناك أكمل طريقه إلى ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، بريطانيا، لوكسمبورغ، سويسرا، ليخنشتاين، النمسا، إيطاليا، سلوفينيا، أوكرانيا، البوسنة والهرسك، المجر، بولندا، مولدوفا، رومانيا، وبلغاريا.
بذلك يكون قد قطع حتى الآن أكثر من 45 دولة، رافعًا راية المملكة في كل محطة.
لم تقتصر مغامرات الشهراني على سيارته “عابر القارات”. فقد قاد دراجته النارية قولدن وينق من قريته “رغوة” حتى وصل إلى العاصمة الأردنية عمّان، ليضيف فصلًا جديدًا من مغامراته في الترحال.
الشهراني لا ينوي التوقف عند هذا الحد. في الربع الأخير من العام الجاري، يستعد للانطلاق إلى أميركا الشمالية والجنوبية، بداية من كندا مرورًا بالولايات المتحدة والمكسيك وصولًا إلى بلدان أمريكا الجنوبية. بعدها يخطط للتوجه إلى آسيا، من روسيا إلى الصين، الهند، اليابان، ودول القارة كافة حتى أستراليا، ثم يختم مشروعه بالقارة الأفريقية من شمالها حتى جنوبها.
هدفه الواضح: زيارة أكثر من 100 دولة خلال الفترةًالمقبلة مواكبًا رؤية المملكة الطموحة، وناقلًا صورة مشرقة عن ثقافتها ومكانتها.
يقول الشهراني: “المملكة اليوم وطن عالمي، وقوتها السياسية والاقتصادية جعلتني أجد القبول في المجتمعات التي أزورها. أشعر بالفخر وأنا أرفع علم السعودية فوق سيارتي في كل مدينة وقرية أزورها”.
ويضيف: “السفر يعلّم الصبر ويكسبك بعد النظر، ويجعلك تتعرف على ثقافات الشعوب ولغاتهم، ويصقل قدراتك من جديد. بعد ست سنوات من العلاج عدت إنسانًا آخر، إنسانًا يرى العالم بعيون جديدة”.


يتذكر الشهراني أصعب موقف تعرض له عندما دخل روسيا بسيارته، حيث استغرقت إجراءات التحقق من هويته أكثر من 12 ساعة. ومع ذلك، يؤكد أنه لم يتعرض لأي سرقة أو اعتراض طوال رحلاته، وأن أهم ما يحتاجه الرحالة هو الصبر والقدرة على تقبّل الآخرين وتجنّب المشاكل.
محمد الشهراني، الزوج والأب لأربعة أبناء (ولدين وبنتين)، لا يرى في رحلاته مجرد هواية، بل رسالة وطنية. فهو يتمنى أن يقابل معالي وزير السياحة وسمو وزير الثقافة ليعرض عليهم تجربته، وليكون جزءًا من الحراك السياحي والثقافي الذي تشهده المملكة.
ويختم حديثه قائلاً: “أتمنى أن أكون سفيرًا غير رسمي لوطني، أنقل رسالة السعودية إلى العالم، وأبرز ثقافتنا وموروثنا وحضارتنا. المملكة هي وطن العالم، ومنبع الشعوب، وأنا جزء من هذه الحكاية العظيمة وان احمل شعار ترحيبي للعالم في اكسبو 2030 وكاس العالم .2034

اترك تعليقاً