لثمرة التوت عامة، وبخاصة التوت العسيري، فوائد صحية كبيرة، فهو فاكهة لذيذة وغنية بالعناصر الغذائية التي تعمل على تعزيز صحة القلب، وتحسين عملية الهضم، وتقوية جهاز المناعة، والمساعدة في الوقاية من بعض أنواع السرطان، وتحسين صحة الجلد والشعر.. إلى آخره من الفوائد الصحية الأخرى.
وإضافة لفوائده الصحية، فقد برزت مزارع التوت في منطقة عسير كإحدى الركائز السياحية الواعدة، مستندةً إلى تنوّع بيئي وزراعي فريد، جعل منها نموذجًا متكاملًا، يربط بين الموروث الزراعي والتنمية السياحية، ويسهم في تعزيز مقومات السياحة الريفية المستدامة.
وتسجل هذه المزارع حضورًا لافتًا على خارطة السياحة السعودية، لما تقدّمه من تجارب تفاعلية مبتكرة تلبي تطلعات الزوار، وتمكّن المجتمعات الريفية، وتعزّز مقومات السياحة الداخلية.
وأشار المزارع صالح العمري (مالك إحدى مزارع التوت في محافظة أحد رفيدة بمنطقة عسير) إلى أن مزرعته، التي تقع على مساحة 1000 مترٍ مربعٍ، تضم أكثر من 5000 شجرة من فاكهة التوت الأسود، وتشهد إقبالًا متزايدًا من الزوار خلال موسم الصيف.
وبيّن العمري أن المزرعة توفّر تجربة سياحية متكاملة، تتيح للزوار التجوّل بين الأشجار، وقطف الثمار بأنفسهم، وتذوّق المنتجات الطازجة، في أجواء تجمع بين المتعة والمعرفة. وأوضح أن المزرعة تنتج مجموعة من المشتقات الصناعية من ثمرة التوت، مثل المربى والعصائر والآيس كريم، مما يوفر مصدر دخل اقتصادي، ويعزّز القيمة المضافة للمنتج المحلي.
وأضاف: “طبيعة المنطقة، بمناخها المعتدل وتربتها الخصبة، أسهمت في نجاح زراعة التوت، إلى جانب الفواكه الموسمية الأخرى مثل: العنب، والرمان، والفراولة؛ حيث لم تعد المزارع محصورة في الجانب الإنتاجي، بل تحوّلت إلى وجهات سياحية متكاملة، تستقطب آلاف الزوار سنويًا، وتدعم السياحة الزراعية في المنطقة”.
وأكد العمري أن المزرعة تواصل إنتاج التوت الأسود على مدار العام باستخدام البيوت المحمية والتقنيات الزراعية الحديثة، مما يتيح لها الاستمرار في استقبال الزوار خارج موسم الصيف.
ولفت النظر إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في الترويج لتجربة زيارة مزارع التوت، إلى جانب إسهامها في إيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة، خصوصًا في مجالات الإرشاد السياحي وخدمات الضيافة، بما يعزّز من دور هذه المشاريع في دعم التنمية المحلية.