حقق الطهاة السعوديون حضوراً استثنائياً في النسخة الثانية من مسابقة “ديليشوس” العالمية لفنون الطهي في أوزبكستان، والتي جمعت مشاركين من أكثر من 35 دولة، وتضمنت أربع مسابقات فردية إلى جانب التحدي النهائي المعروف بـ”الصندوق الأسود”.
وشارك في البطولة ثلاثة طهاة سعوديين هم: إبراهيم البدران، سلمان الزهراني، ونايف الشريف، الذين خاضوا منافسات شملت أطباقاً نباتية ولحمية، وأطباق الباستا، وفئة حلوى المطاعم، بعد استعدادات تدريبية مكثفة نفذها كل منهم بشكل منفصل بسبب اختلاف مناطق إقامتهم.
واعتمد الفريق السعودي على إبراز الهوية الوطنية من خلال توظيف المنتجات المحلية والنكهات المستمدة من مختلف مناطق المملكة، في مقاربة تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة. وجاء ترشيح البدران والزهراني بعد أدائهما في تصفيات “بوكوز دور” بالرياض، فيما حصل الشريف على بطاقة التأهل إثر فوزه بالمركز الأول في مسابقة الحلويات السعودية خلال مؤتمر “فوديكس”.
نتائج تاريخية
وحققت السعودية حضوراً لافتاً في منصة التتويج عبر سلسلة إنجازات شملت المركز الأول في مسابقة الطبق النباتي (سلمان الزهراني وإبراهيم البدران)، والمركز الأول في مسابقة الحلى (نايف الشريف)، والميدالية الفضية في مسابقة طبق اللحم (سلمان الزهراني)، والميدالية البرونزية في مسابقة الباستا (إبراهيم البدران).
وأكد الفريق أن هذه النجاحات تعكس تطور مستوى الطهاة السعوديين وقدرتهم على خوض منافسات عالمية تعتمد على الإبداع والدقة والعمل تحت ضغط زمني صارم.
إبراهيم البدران: من الهواية إلى أفضل مطاعم العالم
يروي البدران رحلته التي بدأت كهواية لصناعة الحلويات قبل الانتقال إلى عالم الطهي الاحترافي رغم الانتقادات الاجتماعية. والتحق بمعهد طهي في الخبر عبر عقد تدريبي مع فندق الريتز كارلتون، ثم واصل دراسته في جامعة فنون الطهي السويسرية عبر بعثة ثقافية.
ويصف البدران تجربته الدولية بأنها محطة فارقة، حيث عمل في أحد أفضل مطاعم جنيف ثم في مطعم Disfrutar في برشلونة الحاصل على ثلاث نجوم ميشلان والمصنف أفضل مطعم في العالم لعام 2024.
وعن إنجاز الفريق قال: “حققنا ثلاثة مراكز أولى ومراكز متقدمة على مستوى 35 دولة، وهو فخر للمنتخب السعودي للطهي”.
نايف الشريف: المطبخ العائلي كان البداية
أما نايف الشريف فيعود شغفه إلى مطبخ والدته، قبل أن يشارك في برنامج “ماستر شيف العرب” عام 2013. وبعد سلسلة دورات دولية، اتجه للتخصص في الحلويات وأنشأ مصنعاً درّب خلاله أكثر من 40 موظفاً، ثم التحق بفندق قرب الحرم المكي لإعداد أصناف سعودية أصيلة.
ويؤكد الشريف أن طموحه لا يزال كبيراً: “المطبخ السعودي غني بالنكهات، ونسعى لإيصاله للعالم بأسلوب احترافي”.
سلمان الزهراني: من الهواية إلى الاحتراف العالمي
بدأ الزهراني شغفه منذ الطفولة، قبل أن يتحول إلى عمل مهني في شركات الكيترنغ ثم لعملاء خاصين. ورغم الانتقادات، قرر دخول المجال أكاديمياً في جامعة فنون الطهي السويسرية، قبل أن يشارك في تصفيات “بوكوز دور” التي أهلت المنتخب السعودي للنهائيات الدولية.
ويستعد الزهراني الآن للانتقال إلى مطعم حاصل على ثلاث نجوم ميشلان في بلجيكا ضمن مسيرته الاحترافية.
ويتفق الطهاة الثلاثة على هدف واحد: نقل النكهات السعودية إلى العالمية بأساليب عصرية تحافظ على جوهر المذاق وتقدمه برؤية مبتكرة.