أوتوميكانيكا دبي 2025 يسلط الضوء على التعاون بين الحكومة والقطاع لتعزيز الاستدامة في سوق خدمات المركبات

يُسلّط خبيرٌ في قطاع المركبات الضوء على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع، في الوقت الذي تُساهم فيه أكاديمية أوتوميكانيكا في دفع عجلة تحوّل المنطقة نحو مستقبلٍ دائريّ ومنخفض الانبعاثات في قطاع المركبات.

تستمر فعاليات معرض أوتوميكانيكا دبي في مركز دبي التجاري العالمي حتى يوم الخميس 11 ديسمبر.

دبي، الإمارات العربية المتحدة :

سلط معرض أوتوميكانيكا دبي، أكبر معرض تجاري دولي لسوق خدمات المركبات في الشرق الأوسط وأفريقيا، الضوء على الاستدامة من خلال فعالية أكاديمية أوتوميكانيكا لهذا العام.

هذا وتحظى دورة هذا العام من معرض أوتوميكانيكا دبي بدعم حكومي أكبر من قبل وزارة الطاقة والبنية التحتية وهيئة الطرق والمواصلات في دبي.

وخلال إحدى الجلسات الافتتاحية، أوضح سمير باراب، المدير الأول ورئيس قطاع المركبات والتنقل في أرانكا، كيف تُسهم الجهود المنسقة بين صانعي السياسات والهيئات التنظيمية وقادة القطاع في رسم مستقبل أكثر استدامةً وابتكارًا لمنظومة صناعة السيارات الإقليمية، وذلك في إطار كلمة رئيسية بعنوان “الاستدامة في سوق خدمات المركبات: المبادرات الحكومية والتعاون بين القطاع”.

وخلال الجلسة، سلّط باراب الضوء على كيفية إحداث الحوافز الحكومية المُوجّهة، والأطر التنظيمية المتطورة، وتسريع الاستثمار في التقنيات المستدامة، تحولاتٍ جذرية في مشهد سوق خدمات المركبات، حيث تناول النقاش العوامل العملية المُمكّنة للحد من الأثر البيئي على المدى الطويل، بدءًا من نماذج الاقتصاد الدائري وإعادة التصنيع، وصولًا إلى عمليات ورش العمل الصديقة للبيئة، واستراتيجيات تحوّل الأساطيل، وكفاءة الموارد، ودمج الأدوات الرقمية الداعمة للاستدامة.

وفي هذا السياق صرح باراب قائلاً: “إن الحوافز الحكومية المُستهدفة، والأطر التنظيمية المتطورة، وتسريع الاستثمار في التقنيات المستدامة، تُعيد تشكيل سوق خدمات المركبات جذريًا، ومع تشديد السياسات المتعلقة بالانبعاثات والمركبات منتهية الصلاحية، وبدء برامج التخلص من النفايات بمكافأة التخلص المسؤول، تكتسب الأسواق الوضوح التنظيمي والمواد الخام اللازمة لتوسيع نطاق الإجراءات الدائرية”.

وأضاف باراب قائلاً: “في الوقت نفسه، تستثمر شركات تصنيع المعدات الأصلية والشركات الكبرى بكثافة في إعادة التصنيع، وإعادة التدوير المتقدمة، واستعادة البطاريات، مما يُحوّل ما كان يُعتبر نفايات إلى أصول استراتيجية، حيث تُحوّل هذه العوامل مجتمعةً سوق خدمات المركبات من منظومة مُجزّأة وغير رسمية إلى اقتصاد دائري مُهيكل ومُنتج للقيمة، يُخفّض التكلفة الإجمالية للملكية للأساطيل والسائقين، ويُقلّل بشكل ملموس من البصمة البيئية للقطاع”.

ويواصل الشرق الأوسط التقدم بخطى متسارعة في أجندته للاستدامة، إذ تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة حاسمة في تحولها نحو التنقل الكهربائي، مع تزايد سريع في تبني المركبات الكهربائية، وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للمركبات الكهربائية، حيث تهدف دولة الإمارات إلى أن تشكل المركبات الكهربائية 50% من إجمالي المركبات بحلول عام 2050، مدعومةً بأهداف حكومية، وتزايد كهربة أساطيل الشركات، والطلب القوي من المستهلكين على مركبات الجيل التالي.

ووفقًا لشركة رولاند بيرغر، فقد تم بيع ما يقرب من 24,000 مركبة كهربائية في الإمارات العربية المتحدة عام 2024، بينما تُشير تقديرات من شركات مثل “بوزيتيف زيرو” إلى أن مبيعات المركبات الكهربائية قد ترتفع من 3% حاليًا إلى 30% بحلول عام 2030، مما يُؤكد التحول السريع للدولة نحو نقل أنظف.

وأضاف باراب قائلاً: “تسير الإمارات العربية المتحدة بخطى ثابتة على الطريق الصحيح، فمن خلال وضع سياسات واضحة واستكشاف تطبيقات استعادة البطاريات وإعادة استخدامها، فإنها تُرسخ مكانتها في طليعة سوق المركبات الدائرية سريعة النمو في دول مجلس التعاون الخليجي”.

وتحت شعار “قيادة عصر جديد في سوق خدمات المركبات“، تُعد فعالية أكاديمية أوتوميكانيكا منصةً رائدةً لتبادل المعرفة في المنطقة، تجمع صناع القرار، ومصنعي المعدات الأصلية، والموردين، ومشغلي أساطيل السيارات، وأصحاب الورش، والمستثمرين، ومبتكري التكنولوجيا، حيث صُممت الأكاديمية لتزويد القطاع برؤى استراتيجية وتوجيهات عملية، وتتناول آخر التوجهات والتحديات والتحولات التي تُعيد تشكيل المشهد العالمي لخدمات المركبات.

وبهذه المناسبة قال تومي لي، مدير معرض أوتوميكانيكا دبي لدى شركة ميسي فرانكفورت ميدل إيست: “ توضح مناقشات اليوم لماذا لم تعد الاستدامة مجرد طموح مستقبلي، بل أصبحت قوةً حاسمةً تُعيد تشكيل سوق خدمات المركبات، حيث تُبرز الرؤى المُتبادلة كيف تُسهم توجيهات السياسات، والتعاون بين القطاعات، والاستثمار في التقنيات النظيفة في تسريع التقدم الحقيقي والملموس في جميع أنحاء المنطقة، ومع تعزيز الحكومات للأطر التنظيمية، وتبني الشركات للاقتصاد الدائري، والكهرباء، والعمليات الصديقة للبيئة، نشهد تبلور أسس منظومة خدمات المركبات أكثر مرونةً وابتكارًا ومسؤوليةً بيئيًا”.

كما تضمنت جلسات اليوم الأخرى رؤىً من آيشواريا مينون من شركة إس جي إس التي أوضحت كيف تُعزز المعايير التنظيمية ومعايير المطابقة السلامة والجودة في سوق خدمات المركبات.

وتناولت حلقة نقاش أدارها سيباستيان كيمبف من شركة ماكينزي وشركاه، وضمت طالب خوشنود، من شركة بترومين، والمستشار الأول، مكسيم سفياتو، وتوبياس ألاندو من جمعية المصنّعين الكينية، التعاون بين مصنعي المعدات الأصلية وسوق ما بعد البيع. وأضاف فرانك شليهوبر من الرابطة الأوروبية لموردي السيارات منظورًا عالميًا عن التحولات التنظيمية والقدرة التنافسية في سوق خدمات المركبات المستقل.

كما سلطت جلساتٌ أخرى، أدارها خبراء من شركة فروست آند سوليفان، وإس جي إس، وسليمستوك الشرق الأوسط وأفريقيا، ودي إتش إل جلوبال فوروردينج، ومجموعة النقل عبر البحار، والفطيم لوجيستكس، الضوء على أطر العمل التجارية ومرونة سلسلة التوريد.

واختتم اليوم بفيتالي بيلسكي، من إنتيليا نوفا، الذي ناقش فرص نمو الخدمات السريعة، وفهد علي، من برومستيك كرييتف، الذي ناقش كيف يُعيد المحتوى الرقمي وبناء المجتمعات تشكيل تفاعل العلامات التجارية في سوق ما بعد البيع.

اترك تعليقاً