أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية ESA هذا الأسبوع أن وكالة ناسا ستتولى دعم مهمة المسبار Rosalind Franklin قبل انطلاقه المتوقع إلى المريخ عام 2028، ضمن برنامج ExoMars الذي تقوده أوروبا.
وتشمل مساهمة ناسا تزويد المهمة بمعدات محورية تتضمن أداة تحليل الجزيئات العضوية، وسخّانات حرارية، ومحركات هبوط، بالإضافة إلى مركبة إطلاق أميركية.
عودة قوية لدور ناسا في المهمة
أكد المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية جوزيف آشباخر أن ناسا ملتزمة بتنفيذ تعهداتها تجاه مهمة روزاليند فرانكلين. وبموجب اتفاق عام 2024، ستتولى برنامج خدمات الإطلاق في ناسا تأمين صاروخ أميركي يحمل المسبار إلى المريخ، فيما ستوفر الوكالة وحدات تسخين تعمل بالنظائر المشعة لضمان أداء الأجهزة في البيئة القاسية للمريخ.
اقرا ايضا: هل استضافت فوهة المريخ حياةً فى الماضى؟.. مركبة ناسا تجد أدلة
كما ستزود ناسا المهمة بمحركات كبح (retrorockets) للتحكم في الهبوط وتحقيق نزول آمن على سطح الكوكب الأحمر، وقد سلّمت الوكالة بالفعل جهاز Mars Organic Molecule Analyser (MOMA)، وهو مطياف كتل متطور طُوّر بالتعاون مع شركاء من ألمانيا وفرنسا، لتمكين المسبار من تحليل العينات بدقة عالية بحثًا عن جزيئات عضوية قد تشير إلى وجود حياة سابقة.
خلفية مهمة روزاليند فرانكلين وأهدافها
يُعد برنامج ExoMars المشروع الرئيسي للأوروبيين في مجال علم الأحياء الفلكية، وانطلقت المرحلة الأولى منه عام 2016 بإطلاق المركبة المدارية Trace Gas Orbiter المخصصة لدراسة الغازات في الغلاف الجوي للمريخ، أما المرحلة الثانية، وهي مسبار Rosalind Franklin، فتهدف إلى البحث عن آثار للحياة القديمة تحت سطح المريخ.
ويتميّز المسبار بقدرته على الحفر حتى عمق مترين تحت التربة — وهي ميزة تتجاوز قدرات معظم المسابير السابقة — مما يتيح الوصول إلى طبقات قد تكون محمية من الإشعاع الشمسي والعوامل السطحية، بعدها يتولى جهاز MOMA تحليل العينات لتحديد أي مؤشرات بيولوجية أو مركّبات عضوية.
تأجيل سابق وتعاون دولي موسّع
كانت المهمة مقررة للإطلاق عام 2022، لكنها تأجلت بعد إنهاء ESA تعاونها مع وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، ومنذ ذلك الحين، تولت ناسا وعدة وكالات أوروبية أخرى دورًا أكبر في تطوير معدات الهبوط والأجهزة العلمية.
وتقود وكالة الفضاء الأوروبية المهمة بالكامل، فيما تشارك ناسا عبر توفير الدعم التقني واللوجستي الضروري لضمان نجاح الإطلاق والهبوط والعمل العلمي على سطح المريخ.
خطوة جديدة نحو الإجابة على سؤال قديم
بحلول 2028، قد يساهم مسبار روزاليند فرانكلين – بدعم أميركي وأوروبي مشترك – في تقديم إجابات حاسمة حول أحد أقدم الأسئلة التي يطرحها الإنسان: هل وُجدت حياة يومًا على المريخ؟