تعمل شركة ميتا على تطوير نظاراتها الذكية الشهيرة، وتستكشف أجهزة جديدة قابلة للارتداء، مثل الساعات وسماعات الأذن المزودة بكاميرات، بهدف دمج ميزات الذكاء الاصطناعي في المزيد من المنتجات.
ويشمل هذا الجهد تطوير نظارات ذكية تحمل علامة أوكلي (Oakley) التجارية للرياضيين هذا العام، وفقًا لمصادر مطلعة على الأمر.
وتخطط وحدة الأجهزة التابعة لميتا، والمعروفة باسم “ريالتي لابس”، لطرح نظارات جديدة متطورة مزودة بشاشة مدمجة في عام 2025، وفقًا لما نقله تقرير لوكالة بلومبرغ عن المصادر، اطلعت عليه “العربية Business”.
وأضافت المصادر أن المنتجات الخاضعة للتطوير حاليًا ستنافس ساعة أبل الذكية وسماعات إيربودز. وتحرز الشركة تقدمًا في أول منتجاتها للواقع المعزز -وهو منتجٌ يُمثل كنزًا ثمينًا لصناعة التكنولوجيا- لإطلاقه حوالي عام 2027.
وتُعدّ هذه الطفرة في المنتجات جزءًا من سعي “ميتا” لتعود إلى مكانتها كشركة رائدة في ابتكارات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الأجهزة التي يُمكن أن تُمهّد الطريق لعصر الحوسبة المقبل.
وأنفقت شركة مواقع التواصل الاجتماعي عشرات المليارات على تطوير تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وطرحت إصدارات متعددة من سماعات الرأس والنظارات، إلا أن قبولها الواسع من قِبل المستهلكين لطالما ظلّ بعيد المنال.
اقرا ايضا: ميتا تعمل على تطوير روبوتات بشرية الشكل
توسع في النظارات الذكية
تبيع “ميتا” حاليًا نظارات “Ray-Ban” المُزوّدة بكاميرات وميكروفونات وتقنيات أخرى. وعلى الرغم من أنها لا ترقى إلى مستوى أجهزة الواقع المعزز -أي تلك التي تُركّب البيانات والصور على مشاهد العالم الواقعي- إلا أن هذه النظارات قادرة على التقاط الصور، وتحليل البيئة المحيطة، وتشغيل الموسيقى، والرد على المكالمات.
وتخطط “ميتا” للتوسع في خط إنتاج هذه المنتجات، المُسمّى داخليًا “Supernova”، بثلاث طرق رئيسية. أولًا، تُخطط الشركة لطرح نظارات “Ray-Ban” الحالية في أسواق جديدة.
ثانيًا، تتوسّع “ميتا” في تقنية النظارات الذكية الخاصة بها لتشمل علامات أزياء أخرى مملوكة لشريكتها مجموعة لوكسوتيكا. ويشمل ذلك إصدارًا جديدًا -يُطلق عليه “Supernova 2”- مُستندًا إلى نظارات “Sphaera” من “أوكلي”. وهذا النموذج، الذي ينقل الكاميرا إلى مركز إطار النظارة، مُصمم لراكبي الدراجات والرياضيين الآخرين.
نظارات “Hypernova”
تُعد أكبر ترقية لهذا العام هي طرح نظارات جديدة عالية الجودة بتصميم أقرب إلى نظارات “Ray-Ban” الحالية. ويحمل هذا النموذج الاسم الرمزي “Hypernova”، وسيتضمن شاشة في الجزء السفلي من العدسة اليمنى تعرض المعلومات في مجال رؤية المستخدم.
وسيتمكن المستخدمون من تشغيل تطبيقات برمجية بسيطة، وعرض الإشعارات، ومشاهدة الصور التي يلتقطها الجهاز، وهي إمكانيات تُقارب تجربة الواقع المعزز التي طال انتظارها.
وسيأتي الجهاز بسعر مرتفع، إذ يتوقع بعض الموظفين المشاركين في المشروع أن تبلغ تكلفة نظارات “Hypernova” حوالي 1,000 دولار، مقارنةً بسعر نظارات “Meta Ray-Ban” الحالية البالغ 299 دولارًا.
وتختبر “ميتا” طريقة تتيح للمستخدمين الاعتماد على سوار معصم -يُطلق عليه الاسم الرمزي ” Ceres”- للتحكم في النظارات. وناقشت الشركة طرح هذا الملحق في العلبة نفسها الخاصة بنظارات “Hypernova”، وستحتوي النظارات أيضًا على أزرار تحكم باللمس على هيكل الإطار، والتي ستكون وسيلة الإدخال الأساسية في حال لم يجتز ملحق المعصم مواصفات الجودة المطلوبة.
وسيكون سوار التحكم مشابهًا لذلك المستخدم في النموذج الأولي لنظارات الواقع المعزز “أوريون” من “ميتا”، وهو منتج لم يُطرح بعدُ واستعرضته الشركة العام الماضي. قد يكون من الممكن أيضًا استخدام نظارات “Hypernova” مع ساعة ذكية، لكن “ميتا” لم تُقدم مثل هذا الجهاز بعد.
ساعة ذكية
لنحو نصف عقد، استكشفت “ميتا” إصدار ساعة ذكية تُنافس ساعات من “أبل” و”سامسونغ” وغيرها. وعلى مر السنين، غيّرت الشركة تفاصيل المشروع وأولوياته، وألغت الجهاز مرارًا وتكرارًا.
وتدرس “ميتا” الآن مجددًا فكرة إصدار ساعة في وقت مبكر من هذا العام، وستكون مزودة بشاشة قادرة على عرض الصور الملتقطة بواسطة نظاراتها الذكية.
جهاز متكامل
في الوقت الحالي، تُعتبر نظارات “ميتا” مجرد مُلحق للهواتف الذكية، وليست بديلًا حقيقيًا لها. لكن الشركة تتجه نحو منتج متكامل يُغني المستهلكين عن حمل الهاتف والأجهزة الأخرى.
ويُمثل النموذج الأولي لـ”أوريون”، الذي يعتمد على وحدة خارجية صغيرة للمعالجة، خطوة نحو ذلك. وتهدف الشركة إلى البدء في توفير هذا الجهاز لمطوري البرامج في عام 2026 ليتمكنوا من بناء تطبيقات واختبارها. وعندها ستكون النظارات أكثر جاذبية للمستهلكين عند إطلاقها على نطاق واسع لاحقًا.
ولن تُطرح “أوريون” نفسها للعملاء أبدًا. بدلًا من ذلك، تتطلع الشركة إلى البدء في بيع نسخة لاحقة تحمل الاسم الرمزي “Artemis” في وقت مبكر من عام 2027. ولا تزال “ميتا “بحاجة إلى التغلب على التحديات المتعلقة بالتكاليف وتقنية العرض والتصنيع قبل شحنها فعليًا.
لكن أشخاصًا مطلعين على نماذج “Artemis” الأولية قالوا إنها أكثر تطورًا من وحدات “أوريون” التي تخضع للاختبار كما أنها أقل وزنًا. ويُمثل الوزن عقبة رئيسية أمام أجهزة الرأس الأخرى، بما في ذلك نظارات “Vision Pro” من “أبل”.
سماعات منافسة لإيربودز
تعمل “ميتا” أيضًا على تطوير نماذج أولية من سماعات لمنافسة “إيربودز” من “أبل”، وستكون مزودة بكاميرات مدمجة يمكنها رؤية العالم الخارجي واتخاذ الإجراءات باستخدام الذكاء الاصطناعي. وإذا قررت “ميتا” إنتاج هذه السماعات للمستهلكين، فمن المرجح ألا تُطرح في السوق قبل عامين.
وسيسمح هذا الجهاز للمستخدمين بالنظر إلى شيء ما وطلب تحليل هذا العنصر من السماعات. وستكون الميزات مشابهة لما تقدمه “ميتا” بالفعل مع نظارات “Ray-Ban” الذكية، ولكن في شكل منتج يحظى بالفعل بشعبية كبيرة لدى المستهلكين.
لكن هناك أيضًا عقبات في هذا الجانب. فعلى سبيل المثال، من الصعب على الأشخاص ذوي الشعر الطويل استخدام الجهاز. ولا تزال “ميتا” غير راضية عن زاوية الكاميرات في الإصدارات التجريبية الأخيرة.
وقالت المصادر إن العمل على هذه السماعات -التي تُعرف داخل الشركة باسم “Camera Buds”- لا يزال في مراحله الأولى. ومن المحتمل دائمًا أن تلغي الشركة المشروع إذا لم تتمكن من تجاوز هذه التحديات.