اتفق مهتمون وكتاب رأي على أن مشروع بوابة الملك سلمان بالساحات الشمالية للتوسعة السعودية الثالثة يعتبر عمقاً إيمانياً وإبداعاً حضارياً يدمج بين الخدمة الدينية والفرص الاقتصادية.
وقال خالد آل دغيم، رئيس جمعية الإعلام السياحي، لـ “الرياض” عن مشروع “بوابة الملك سلمان”: إنه نموذج حضاري رائد يجسد رؤية المملكة في تعزيز البعد الديني والاجتماعي والاقتصادي في قلب أطهر بقاع الأرض. وأكد أن المشروع لا يقتصر على كونه معلمًا عمرانيًا ضخمًا، بل هو منصة تنموية متكاملة تسهم في تحسين تجربة الزائر والحاج والمعتمر، من خلال ما يوفره من خدمات متقدمة وبنية تحتية ذكية تواكب تطلعات العصر.
وأوضح آل دغيم أن المشروع يتميز بموقعه الاستراتيجي المحاذي للمسجد الحرام، ما يجعله عنصرًا محوريًا في تحسين انسيابية الحركة والوصول للمشاعر المقدسة، ويعزز من راحة الزوار والمصلين القادمين من داخل المملكة وخارجها، وأضاف أن تصميم المشروع المستلهم من الهوية المعمارية السعودية، والمتناغم مع الطابع الإسلامي للمنطقة، يُعد رسالة واضحة على حرص القيادة الرشيدة على الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في كل ما يخص خدمة ضيوف الرحمن.
وأشار إلى أن مشروع “بوابة الملك سلمان” يمثل رؤية تنموية مستدامة تدمج بين الخدمة الدينية والفرص الاقتصادية، حيث سيوفر فرصًا استثمارية متنوعة تدعم الاقتصاد المحلي، وتخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة، مما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى جودة الحياة في المدن المقدسة، وما يميز هذا المشروع أيضًا هو استيعابه للكوادر الوطنية السياحية، من خلال فتح المجال أمام الشباب السعودي المؤهل للعمل في قطاعات الضيافة، والإرشاد السياحي، والتشغيل، والتجربة الثقافية، كما يوفر بيئة خصبة لبرامج التدريب والتأهيل التخصصي في السياحة وقطاع الحج والعمرة وخدمة الزائر والمعتمر، ونعلم أن المشاريع التي في المشاعر المقدسة تسهم في نقل الصورة الحضارية للمملكة وتعكس روح الضيافة السعودية الأصيلة.
إشراقة تنموية في قلب مكة
من جانبه، قال اللواء م. عبدالله ثابت العرّابي الحارثي، مستشار وكاتب رأي: تمثل بوابة الملك سلمان في مكة المكرمة امتدادًا طبيعيًا للرؤية السعودية المتكاملة، التي جعلت من خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما محورًا ثابتًا في أولويات الدولة وركيزةً من ركائز التنمية الوطنية، فهي ليست مجرد معلمٍ عمراني جديد، بل رسالة حضارية وإنسانية، وتجسيد عملي لنهجٍ مستمر يربط بين قدسية المكان وعظمة الرسالة وشرف الخدمة.
يمتد المشروع على مساحة 12 مليون متر مربع، ويهدف إلى تسهيل الوصول إلى المسجد الحرام، وفي الوقت نفسه يمزج بين الإرث التاريخي والمعماري والحياة العصرية، محافظًا على الهوية الثقافية والتاريخية للمكان من خلال الحفاظ على أكثر من 19 ألف متر مربع من المناطق التراثية والثقافية، ويخلق أكثر من 300 ألف فرصة عمل، ما يعزز التنمية البشرية ويدعم الاقتصاد الوطني ويواكب أهداف رؤية المملكة 2030.
ينطلق هذا المشروع الكبير من فكرٍ تنموي راسخ يستوعب احتياجات الحاضر ويستشرف تحديات المستقبل، حيث توفر البوابة بيئةً متكاملة تسهّل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بيسر وراحة تليق بمكانة مكة المكرمة وقداستها. ومن خلاله تتجلى روح القيادة الرشيدة، التي جعلت من مكة والمدينة والمشاعر المقدسة محور اهتمام دائم، وترجمته إلى عناية فائقة بضيوف الرحمن، معززةً عمق البعد الإنساني في التنمية السعودية، إن بوابة الملك سلمان ليست بوابةً إلى مكة فحسب، بل إشراقة تنموية واجتماعية تفتح آفاق المستقبل، وتمزج بين الروحانية والعمران، وبين القيم الأصيلة والحداثة المتجددة، وهي بصمة مضيئة في سجل خدمة الحرمين، تؤكد أن كل مشروع تنموي في المملكة يحمل رسالة شرفٍ مستمرة، ويجسد التزامًا راسخًا تجاه الإنسان والمكان على حدٍّ سواء.
من جانبه، اعتبر فهد محمد الأحمري، كاتب ومؤلف إطلاق مشروع بوابة الملك سلمان يعكس عمق الفكر التخطيطي لسمو ولي العهد في الجمع بين قداسة المكان وعمارة الإنسان، إذ يجسد توازناً رائعاً بين الحداثة والروحانية، وبين التطوير العمراني والحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي لمكة المكرمة.
وقال الطرح مميز وواضح، يبرز الأهداف بأسلوب راقٍ ومنظم – من تعزيز النقل العام، إلى تنويع الاستخدامات، وصولاً إلى توفير فرص العمل وتحقيق الازدهار الاقتصادي بحلول 2036.
وأضاف: يبدو المشروع كأنه امتداد طبيعي لرؤية 2030، إذ يضع الإنسان في قلب التنمية، ويعلي من قيمة المكان المقدس برؤية عمرانية مستقبلية تحترم الأصالة وتواكب العصر، ونستطيع القول بكل فخر: إنه مشروع وطني نوعي يجمع بين العمق الإيماني والإبداع الحضاري، ويستحق كل الثناء لما يعكسه من وعي حضاري وتخطيط إنساني راقٍ يقوده فكر مستنير.