الرياض تستضيف النسخة الـ 25 من الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات
تشهد العاصمة الرياض انطلاق النسخة الخامسة والعشرين من الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR25)، في حدث دولي بارز يشارك فيه وزراء ومنظمون وخبراء وقادة القطاع الخاص من أكثر من 190 دولة، لتبادل الخبرات واستعراض أبرز الابتكارات في مجال التنظيم الرقمي، بما يعكس مكانة المملكة المتنامية كمركز عالمي رائد في قطاع الاتصالات والتقنية.
وتحمل هذه النسخة دلالة خاصة كونها تحتفي بمرور 25 عامًا على انطلاق الندوة لأول مرة عام 2000، حيث تحولت خلال ربع قرن من منصة للحوار بين المنظمين إلى ملتقى عالمي مؤثر ساهم في رسم ملامح المستقبل الرقمي. فمن خلال نقاشاتها وأطرها التنظيمية، جرى تعزيز الثقة في التقنيات الحديثة، وضمان حماية المستخدمين، ودعم التنمية المستدامة، إضافة إلى إسهامها في تقليص الفجوة الرقمية عالميًا، وتطوير البنية التحتية التي مكّنت من انتشار تقنيات الجيل الرابع والخامس وربط المجتمعات النائية بالإنترنت.
ولا يقتصر أثر الندوة على السياسات فحسب، بل يمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية للمليارات حول العالم؛ من مكالمات الفيديو التي تصل الأجيال عبر القارات، إلى خدمات المحافظ الإلكترونية وسداد الفواتير، ومن التعليم الافتراضي والدورات الرقمية، إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت والإبلاغ عن الاحتيال الإلكتروني. جميع هذه التجارب تقف خلفها أطر تنظيمية رُسمت في سياق هذه الندوة الدولية.
وبالتزامن مع الجلسات الرسمية، يتيح المعرض المصاحب للندوة مساحة أوسع للنقاش حول القضايا الرقمية ذات الأبعاد المعيشية، من بينها الصحة الرقمية وتأثير الأنظمة التقنية على السلوك الإنساني، كما تشهد فعاليات موازية مثل TEDxRiyadh وقمة “سينك” للاتزان الرقمي طرح تساؤلات جوهرية حول الابتكار في ظل الثورة التقنية المتسارعة.
ويؤكد استضافة المملكة لهذه النسخة من الندوة الثقة الدولية التي تحظى بها، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في صياغة مستقبل الاقتصاد الرقمي العالمي، حيث تعمل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية مع شركائها الدوليين على إعادة تعريف التنظيمات باعتبارها جسورًا تعزز الثقة وتمكّن الابتكار، من خلال مجموعة من المبادرات الاستراتيجية، إلى جانب تعزيز الحوار التنظيمي عبر المعرض المصاحب.
وبعد مرور ربع قرن، لم تعد الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات مجرد محفل للمناقشة، بل تحولت إلى منصة دولية ذات تأثير مباشر على مسار التحولات الرقمية التي يشهدها العالم اليوم، حيث يظل أثرها حاضرًا في كل تجربة رقمية يعيشها الأفراد والمجتمعات والمؤسسات، لتؤكد من جديد دورها المركزي في بناء عالم رقمي أكثر شمولًا واستدامة.